في خطوة تعكس التطور المتسارع للمشهد الثقافي والفني في المملكة العربية السعودية، يضيف مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثالثة بعداً فنياً استثنائياً إلى أجندته، متجاوزاً حدود العروض المسرحية التقليدية ليقدم تجربة ثقافية متكاملة. حيث أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية عن تنظيم سلسلة من الأمسيات الغنائية المميزة التي ستحتضنها خشبة "المسرح الأحمر"، وذلك خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 22 ديسمبر الجاري.
جدول الأمسيات الغنائية وأبرز النجوم المشاركين
يتميز البرنامج الغنائي المصاحب للمهرجان بتنوعه الذي يرضي مختلف الأذواق الموسيقية، جامعاً بين الطرب الأصيل والموسيقى المعاصرة، بمشاركة نخبة من ألمع الأسماء في سماء الأغنية الخليجية والعربية:
- الجمعة 15 ديسمبر: قص شريط الافتتاح للأمسيات الغنائية بليلة طربية تفاعلية جمعت الجمهور مع الفنان برهان والفنانة أروى السعودية، في انطلاقة قوية عكست حماس الجمهور المتعطش للفن الراقي.
- الأحد 17 ديسمبر: يكون الجمهور على موعد مع الإحساس العالي في أمسية يحييها الفنان محمد فضل شاكر، ليقدم باقة من الأغاني التي تلامس الوجدان وتضفي أجواءً شاعرية على المهرجان.
- الاثنين 18 ديسمبر: ليلة موسيقية خاصة ومختلفة يقودها الموسيقار إياد الريماوي، الذي يُعرف بأسلوبه الفريد في المزج بين الأصالة الشرقية والتوزيع الموسيقي الحديث، مقدماً تجربة سمعية بصرية مبهرة.
- الثلاثاء 19 ديسمبر: مسك الختام لسلسلة الحفلات الغنائية مع الفنان الكويتي مطرف المطرف، في ليلة يُتوقع أن تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً للاحتفاء بالموسيقى الخليجية وإيقاعاتها المميزة.
سياق ثقافي ورؤية وطنية طموحة
لا تأتي هذه الفعاليات بمعزل عن الحراك الثقافي الضخم الذي تشهده المملكة، بل هي جزء لا يتجزأ من استراتيجية وزارة الثقافة المنبثقة من رؤية السعودية 2030. حيث تعمل هيئة المسرح والفنون الأدائية على تحويل المهرجانات من مجرد عروض عابرة إلى منصات ثقافية شاملة تعزز من جودة الحياة وتخلق بيئة جاذبة للسياحة والترفيه.
ويعد دمج الحفلات الغنائية ضمن مهرجان مسرحي خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع قاعدة الجمهور المستهدف، وجذب عشاق الموسيقى للتعرف على الإبداع المسرحي، مما يخلق حالة من التكامل بين الفنون الأدائية المختلفة.
الأهمية والتأثير المتوقع
يكتسب مهرجان الرياض للمسرح أهميته من كونه حاضنة للمواهب ومنصة للتلاقح الفني بين المبدعين السعوديين ونظرائهم من العالم العربي. وتساهم هذه الفعاليات المصاحبة في:
- تنشيط الحركة السياحية: من خلال جذب الزوار من داخل المملكة وخارجها لحضور فعاليات متنوعة في مكان واحد.
- دعم الاقتصاد الإبداعي: عبر خلق فرص عمل للموسيقيين، المنظمين، والكوادر الفنية المساندة.
- تعزيز الهوية الثقافية: بتقديم الفن السعودي والخليجي في قوالب احترافية تليق بالمكانة الإقليمية للرياض كعاصمة للثقافة والفنون.
وتسعى الهيئة من خلال هذا البرنامج الثري إلى ترسيخ مكانة المهرجان كحدث سنوي مرتقب، يجمع بين متعة الفرجة المسرحية وسحر الموسيقى، مقدماً لزواره تجربة لا تُنسى تليق بتطلعات الجمهور السعودي الذواق.
