في ليلة فنية استثنائية، احتفى موسم الرياض بمسيرة الفنان الكويتي الكبير نبيل شعيل، وذلك ضمن أمسية حملت عنوان “ليلة نبض الكويت”. أقيم الحفل على مسرح محمد عبده أرينا، الذي امتلأت مدرجاته بحضور جماهيري غفير، في مشهد يعكس المكانة الكبيرة التي يحظى بها “بلبل الخليج” في قلوب محبيه.
تقدير لمسيرة فنية حافلة
جاءت هذه الليلة التكريمية، التي نظمتها شركة روتانا برعاية الهيئة العامة للترفيه، بتوجيه ودعم من معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة. ويأتي هذا التكريم تقديرًا لمشوار نبيل شعيل الفني الممتد لأكثر من أربعة عقود، والذي أثرى خلاله الساحة الفنية الخليجية والعربية بأعمال خالدة، جعلته أحد أبرز رموز الأغنية الخليجية. وخلال كلمة صوتية مؤثرة، وصف معالي المستشار صوت نبيل شعيل بأنه “عذب وقدّم الكثير للفن الخليجي والعربي”، مؤكداً على عمق العلاقات الأخوية بقوله: “السعودي كويتي والكويتي سعودي.. ويستاهل بوشعيل هذا التكريم”. وقد تسلّم الفنان درعًا تكريميًا من الهيئة العامة للترفيه، قدّمه نائب الرئيس التنفيذي أحمد المحمادي.
أمسية طربية جمعت الأجيال
افتتح نبيل شعيل الحفل بأغنية “سكة سفر”، ليأخذ الجمهور في رحلة عبر الزمن مع باقة من أشهر أغانيه التي حفرت في الذاكرة، مثل “راحت وقالت”، “ندمان قلبي”، و”يا عسل”. ولم تقتصر الليلة على الأداء الفردي، بل شهدت مشاركة مميزة من الفنانين عايض يوسف ومطرف المطرف، اللذين قدما دويتوهات ناجحة مع “بوشعيل”، منها “طبعا غير” و”قولو لها”، في لفتة رمزية جمعت بين جيل الرواد والجيل الشاب، وأظهرت تناغمًا فنيًا رائعًا.
تحولت الأمسية في فقرتها الثانية إلى جلسة خليجية حميمية، حيث قدم الثلاثي أداءً عفويًا لأغنيات مختارة. وكانت أبرز مفاجآت هذه الفقرة هي تقديم رائعة السيدة فيروز “عودك رنان” بأسلوب خليجي مبتكر وبمشاركة فرقة شعبية، مما أضفى على الحفل طابعًا فريدًا وأشعل حماس الجمهور.
أبعاد وطنية وتأثير ثقافي
لم تخلُ الليلة من اللفتات الوطنية، حيث قدم نبيل شعيل أغنية جديدة مهداة للمنتخب السعودي بمناسبة تأهله إلى كأس العالم 2026، بعنوان “معاك الكل يا الأخضر”، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحضور. واختتم الحفل بأداء جماعي لأغنية “يا دار”، التي صدحت بها حناجر الفنانين الثلاثة مع الجمهور في لوحة وطنية مؤثرة. إن إقامة “ليلة نبض الكويت” في قلب العاصمة السعودية لا يمثل تكريمًا لفنان فحسب، بل هو تأكيد على عمق الروابط الثقافية والفنية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، ويعزز من مكانة الرياض كعاصمة للترفيه والفن في المنطقة، تحتفي برموزها وتقدم تجارب فنية متكاملة لجمهورها.