أعلن معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA)، عن تحقيق موسم الرياض 2025 لإنجاز استثنائي بتجاوز عدد زواره حاجز الخمسة ملايين زائر منذ انطلاقته. ويعد هذا الرقم القياسي، الذي تم تحقيقه في فترة زمنية قصيرة، مؤشراً قوياً على النجاح المتنامي للموسم وقدرته على استقطاب اهتمام جماهيري واسع من داخل المملكة وخارجها.
سياق تاريخي ورؤية طموحة
يأتي هذا الإنجاز في سياق التحول الوطني الشامل الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين. انطلق موسم الرياض لأول مرة في عام 2019 ليصبح سريعاً أحد أبرز المبادرات التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه، متطوراً في كل نسخة ليقدم تجارب أكثر ثراءً وتنوعاً، ويحول العاصمة الرياض إلى وجهة ترفيهية وسياحية عالمية رائدة.
تنوع الفعاليات سر الجاذبية
يعود هذا النجاح الكبير إلى التنوع الهائل في الفعاليات التي تلبي اهتمامات جميع الفئات العمرية، مستفيداً من فترة إجازة الخريف التي شهدت تدفقاً كبيراً للزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الجوار. وقد ساهمت باقة من الفعاليات المميزة في جذب هذه الحشود، ففي الجانب الثقافي، برزت أيام الثقافة اليمنية في منطقة السويدي كوجهة رئيسية، حيث استمتع الزوار بالتراث اليمني الأصيل. وعلى الصعيد الرياضي، أشعلت فعاليات أسبوع الملاكمة، مثل عرض The Ring IV، وبطولة موسم الرياض للسنوكر 2025، حماس الجماهير. كما شهد الموسم افتتاح مناطق جديدة كلياً حظيت بإقبال استثنائي، مثل منطقة “الرياض زوو” التي تضم أكثر من 1600 حيوان، ومنطقة “بيست لاند” التي يقدمها نجم اليوتيوب العالمي MrBeast، والتي تقدم مغامرات وألعاباً تفاعلية على مساحة شاسعة. هذا بالإضافة إلى استمرار الزخم في المناطق الأيقونية مثل “بوليفارد وورلد” و“بوليفارد سيتي”.
الأهمية والتأثير الاقتصادي والدولي
لا يقتصر تأثير موسم الرياض على الأرقام القياسية في عدد الزوار، بل يمتد ليشكل رافداً اقتصادياً مهماً. يساهم الموسم في تنشيط قطاعات حيوية مثل الضيافة، والنقل، والتجزئة، كما يخلق آلاف الفرص الوظيفية الموسمية والدائمة للشباب السعودي، ويدعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة. على الصعيد الدولي، يرسخ موسم الرياض صورة المملكة كوجهة عالمية منفتحة ومرحبة بالزوار من جميع أنحاء العالم. استقطاب نجوم عالميين وفعاليات رياضية دولية يضع الرياض على خريطة الترفيه العالمية، ويساهم في تعزيز القوة الناعمة للمملكة. إن تجاوز حاجز الخمسة ملايين زائر، والذي يضم نسبة متزايدة من السياح الدوليين، هو شهادة على الجاذبية العالمية المتنامية للموسم.
في الختام، فإن هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو مؤشر واضح على نجاح استراتيجية الترفيه في المملكة، وقدرتها على تنظيم فعاليات ضخمة بمعايير عالمية، معززاً مكانة العاصمة كقلب نابض بالحياة والثقافة والترفيه.