في إنجاز عالمي جديد يعكس روح العطاء المتأصلة في المجتمع السعودي، سجلت أمانة منطقة الرياض اسمها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وذلك عبر مبادرتها النوعية "الرياض تتطوع". وقد تمثل هذا الإنجاز في تحقيق أكبر عدد من تسجيل المتطوعين في منصة معتمدة للتطوع خلال أسبوع واحد فقط، مما يبرز الجاهزية الرقمية والتفاعل المجتمعي الكبير مع المبادرات الحكومية.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
لا يعد هذا الرقم القياسي مجرد إحصائية عابرة، بل هو ترجمة عملية لمستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة، وتحديداً برنامج التحول الوطني الذي يهدف للوصول إلى مليون متطوع سنوياً. يعكس هذا الإقبال الكثيف على التسجيل نضج ثقافة العمل التطوعي لدى سكان العاصمة، ونجاح الجهات المعنية في مأسسة العمل التطوعي وتحويله من جهود فردية إلى عمل منظّم ذي أثر مستدام يساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
تفاصيل مبادرة "الرياض تتطوع"
انطلقت فعاليات المبادرة في الثامن من ديسمبر، حيث تحولت العاصمة إلى ورشة عمل كبرى بمشاركة آلاف المتطوعين والمتطوعات. وقد ركزت المبادرة على تنفيذ أعمال ميدانية وبيئية تهدف بشكل مباشر إلى تحسين المشهد الحضري، وهو أحد الركائز الأساسية لبرنامج جودة الحياة. وتنوعت الأنشطة لتشمل الأحياء السكنية والحدائق والمرافق العامة، مما يعزز من شعور السكان بالمسؤولية تجاه مدينتهم ومرافقها.
مسارات متنوعة وشراكات استراتيجية
لضمان شمولية المبادرة وفاعليتها، صممت أمانة الرياض ثلاثة مسارات رئيسية للأعمال التطوعية:
- التطوع العام: الذي يتيح المشاركة للجميع في أعمال النظافة والتشجير.
- التطوع المهاري: الذي يستقطب أصحاب الحرف والمهارات اليدوية.
- التطوع الاحترافي: الذي يعتمد على الخبرات التخصصية لتقديم استشارات وحلول نوعية.
وقد شهدت المبادرة تكاتفاً ملحوظاً بين القطاعات المختلفة، حيث شاركت جهات حكومية من قطاعات التعليم والصحة والبيئة، إلى جانب القطاع الخاص والقطاع غير الربحي، مما يؤكد على تكامل الأدوار في خدمة المجتمع.
الأثر المستدام على العاصمة
تسعى أمانة منطقة الرياض من خلال هذا الحراك إلى ترسيخ ثقافة التطوع البلدي كجزء من نمط حياة السكان. ويتم قياس نجاح هذه المبادرات ليس فقط بالأرقام القياسية، بل بالأثر الملموس على أرض الواقع، مثل زيادة الرقعة الخضراء، ومعالجة التشوه البصري، وكمية النفايات التي تم رفعها، والأهم من ذلك، تعزيز اللحمة الوطنية والشعور بالانتماء للمكان.