ختام مؤتمر الرياض للفلسفة 2025: 40 جلسة تجمع الشرق والغرب

ختام مؤتمر الرياض للفلسفة 2025: 40 جلسة تجمع الشرق والغرب

ديسمبر 7, 2025
8 mins read
هيئة الأدب تختتم مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025 بمشاركة 60 متحدثاً. تعرف على أبرز مخرجات الحوار بين الشرق والغرب ودور المملكة في تعزيز المشهد الفكري.

أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عن اختتام فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025، الذي استضافته مكتبة الملك فهد الوطنية على مدار ثلاثة أيام متواصلة. وقد جاء المؤتمر هذا العام تحت شعار "الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، والأصول، والتأثيرات المتبادلة"، ليؤكد التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الحراك الفكري والثقافي ضمن مستهدفات رؤية 2030.

سياق ثقافي وحراك فكري متنامٍ

يأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق النهضة الثقافية الشاملة التي تشهدها المملكة، حيث لم يعد الاهتمام بالفلسفة مقتصراً على الأروقة الأكاديمية الضيقة، بل تحول إلى شأن عام يجذب آلاف المهتمين. وتُعد هذه النسخة الخامسة امتداداً لنجاحات الأعوام السابقة التي وضعت الرياض على خارطة العواصم المنتجة للمعرفة، حيث تسعى الهيئة من خلال هذه المنصة إلى خلق بيئة حاضنة للأفكار النقدية، وتعزيز قيم الحوار والتسامح الفكري، وربط الجذور التراثية بالأسئلة المعاصرة.

أبرز محاور المؤتمر والنقاشات الفلسفية

شهدت أروقة المؤتمر زخماً معرفياً كبيراً من خلال طرح قضايا جوهرية تناولت:

  • جذور التفلسف: ناقش اليوم الأول طبيعة التفلسف في الحضارات القديمة، ومفاهيم الوجود والمحاكاة، مع التركيز على سؤال "الأصل" كمفتاح لفهم تطور المدارس الفكرية.
  • التلاقح بين الشرق والغرب: خصص اليوم الثاني لاستعراض التداخل بين الفلسفات الشرقية واليونانية، مع تسليط الضوء على إسهامات الفلاسفة المسلمين مثل ابن سينا، ودور اللغة العربية في صياغة المصطلح الفلسفي.
  • قضايا العصر: ركز اليوم الختامي على الجيوفلسفة، وفلسفة أدب الطفل، ومستقبل الجماليات، بمشاركة المفكر العالمي الدكتور جون أرمسترونغ.

الأثر الإقليمي والدولي للحدث

لم يقتصر تأثير المؤتمر على النطاق المحلي، بل تجاوز ذلك ليكون منصة دولية للحوار الحضاري. فبمشاركة أكثر من 60 متحدثاً من نخبة الفلاسفة والمفكرين حول العالم، وأكثر من 40 جلسة حوارية، نجح المؤتمر في مد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة. ويعكس حضور أكثر من 7000 زائر التعطش المعرفي لدى الجمهور، ويؤكد نجاح المملكة في قيادة المشهد الثقافي في المنطقة، مقدمةً نموذجاً يحتذى به في الانفتاح المعرفي الرصين.

تمكين الشباب والمناظرات الفلسفية

وفي إطار اهتمام الهيئة بتمكين الأجيال القادمة، تميزت هذه النسخة بتنظيم مناظرات فلسفية لطلاب وطالبات الجامعات السعودية. هذه المبادرة لا تهدف فقط إلى التنافس، بل تسعى لترسيخ مهارات التفكير النقدي، وأدبيات الحوار، وبناء الحجج المنطقية لدى الشباب السعودي، مما يسهم في إعداد جيل قادر على التعامل مع التحديات الفكرية المعاصرة بوعي واقتدار. وقد توج الرئيس التنفيذي للهيئة، الدكتور عبداللطيف الواصل، الفريق الفائز في ختام الفعاليات، مشدداً على أهمية هذه الطاقات الشابة في بناء المستقبل.

واختتم المؤتمر أعماله بتوصيات وإشادات واسعة بالمحتوى العلمي الرصين، مؤكداً أن الرياض باتت منارة للفكر الفلسفي، ووجهة رئيسية للمثقفين والباحثين عن المعرفة من مختلف أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

أذهب إلىالأعلى