تحت الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، تستعد العاصمة السعودية الرياض لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للحوار حول مستقبل العمل، من خلال استضافتها للنسخة الثالثة من المؤتمر الدولي لسوق العمل (GLMC). ومن المقرر أن يُعقد هذا الحدث البارز، الذي تنظمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على مدار يومي 26 و27 يناير 2026، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات.
سياق استراتيجي ضمن رؤية المملكة 2030
لا تأتي استضافة هذا المؤتمر كحدث معزول، بل كجزء لا يتجزأ من التحولات العميقة التي تشهدها المملكة في إطار رؤية 2030. فمع سعي المملكة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، أصبح تطوير سوق العمل وتمكين الكفاءات الوطنية وجذب المواهب العالمية أولوية قصوى. وقد نجحت النسختان السابقتان من المؤتمر، الذي انطلق عام 2023، في بناء سمعة دولية مرموقة، حيث أصبح منصة رئيسية تجمع الخبراء وصناع السياسات من مختلف أنحاء العالم لتبادل الأفكار ومناقشة أفضل الممارسات، مما يعكس الدور القيادي الذي تلعبه السعودية في تشكيل مستقبل أسواق العمل على الصعيدين الإقليمي والدولي.
أهمية عالمية وتأثير متعدد الأبعاد
يكتسب المؤتمر أهميته من طبيعة التحديات التي يتصدى لها، والتي لا تقتصر على دولة بعينها. فموضوعات مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، والحاجة الملحة لتنمية مهارات جديدة، ودمج العاملين في الاقتصاد غير الرسمي، هي قضايا عالمية تتطلب حلولاً تعاونية. على الصعيد المحلي، يوفر المؤتمر فرصة للمملكة لعرض إصلاحاتها العمالية الطموحة والاستفادة من الخبرات الدولية لتسريع تحقيق مستهدفات الرؤية. إقليميًا، يُنظر إلى المؤتمر كمنارة يمكن لدول المنطقة الاسترشاد بها في تطوير سياساتها العمالية. أما دوليًا، فإن مشاركة منظمات كبرى مثل منظمة العمل الدولية، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تمنح توصياته ثقلاً كبيرًا قد يساهم في صياغة سياسات عمل أكثر عدالة واستدامة حول العالم.
“نصيغ المستقبل”: أجندة حافلة وفعاليات مبتكرة
تحت شعار “نصيغ المستقبل”، يجمع المؤتمر نخبة من صناع القرار وقادة الأعمال والخبراء. وفي هذا الصدد، رفع معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، شكره لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة، مؤكدًا أن “هذه الرعاية تعكس التزام المملكة المستمر بتعزيز التعاون الدولي وتطوير حلول مبتكرة تسهم في تعزيز مرونة أسواق العمل وتمكين القوى العاملة في كل مكان”.
وتشهد النسخة الثالثة مشاركة واسعة تضم 45 وزيرًا من مختلف الدول، وأكثر من 200 متحدث، وما يزيد على 7000 مشارك. وستغطي أجندة المؤتمر ستة محاور رئيسة تشمل التحولات التكنولوجية، والمهارات المستقبلية، ومرونة القوى العاملة. ولأول مرة، سيقدم المؤتمر صيغًا مبتكرة مثل “هاكاثونات” لتطوير حلول عملية، وجلسات “التركيز” لتبادل الخبرات، إلى جانب مناقشات أكاديمية متخصصة، مما يجعله منصة تفاعلية وشاملة لصياغة مستقبل العمل.