معرض الطيران العام بالرياض: رقم قياسي في غينيس ونجاح باهر

إنجاز عالمي يزين سماء الرياض

بعد خمسة أيام حافلة بالفعاليات المبتكرة والعروض الجوية المذهلة، أسدل الستار على معرض الطيران العام “ساند آند فن” في مطار الثمامة بالرياض، مسجلاً نجاحاً باهراً وتتويجاً بإنجاز عالمي فريد. حيث تمكن المعرض، الذي نظمه نادي الطيران السعودي، من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية عبر إطلاق أكبر عدد من الألعاب النارية من طائرات مروحية أثناء تحليقها، في مشهد بصري أبهر الحضور ورسخ مكانة الحدث على الساحة الدولية.

هذا الإنجاز التاريخي، الذي تم بالتعاون مع خبراء دوليين من شركتي “Aeropact” البولندية و”Flash Art” الإماراتية، لم يكن مجرد عرض ترفيهي، بل كان دليلاً على القدرات التنظيمية العالية والجمع المبتكر بين هندسة الطيران المتقدمة وفنون العروض الإبداعية، ليضع النادي معياراً عالمياً جديداً في مجال الترفيه الجوي.

منصة دولية للطيران والابتكار في قلب المملكة

يأتي تنظيم معرض الطيران العام في سياق التحول الوطني الشامل الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز القطاعات غير النفطية كالسياحة والترفيه. وقد شكل المعرض منصة استراتيجية جمعت تحت سقف واحد أكثر من 150 جهة عارضة من كبرى الشركات الدولية والجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من الخبراء والهواة في قطاع الطيران. وأتاح الحدث فرصة ثمينة لتبادل الخبرات، وعرض أحدث التقنيات والابتكارات، وتأسيس شراكات مستقبلية من شأنها دفع عجلة النمو في صناعة الطيران على المستويين المحلي والإقليمي.

تأثير استراتيجي يتجاوز حدود المعرض

لم يقتصر تأثير المعرض على الجانب التجاري والاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل تعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة لاستضافة الفعاليات الكبرى. فمن خلال استقطاب أكثر من 200 ألف زائر، ساهم المعرض في تنشيط السياحة الداخلية وجذب اهتمام دولي واسع. كما لعب دوراً محورياً في إلهام الأجيال الشابة وتحفيزهم على استكشاف مجالات الطيران والعلوم والتقنية، وهو ما يتماشى مع أهداف الرؤية في بناء اقتصاد قائم على المعرفة وتنمية رأس المال البشري.

تجربة ترفيهية وتعليمية متكاملة

قدم معرض “ساند آند فن” لزواره تجربة متكاملة تجاوزت مفهوم المعارض التقليدية. فقد ازدانت سماء الرياض بأكثر من 90 عرضاً جوياً احترافياً، شملت استعراضات بهلوانية وعروضاً ليلية متخصصة أضاءت الأفق. وإلى جانب العروض الجوية، أتاحت منطقة العروض الثابتة للجمهور فرصة التفاعل المباشر مع الطائرات والتعرف على مكوناتها عن قرب. كما أثرت الفعاليات المصاحبة مثل حوارات “هانقر توكس”، التي استضافت خبراء ورواد فضاء سعوديين لمناقشة مستقبل الطيران المستدام، المحتوى المعرفي للحدث. فيما قدمت مساحة “تيرمنال إكس” بعداً مبتكراً يمزج بين التقنية والترفيه والثقافة الجوية. وللعائلات والأطفال، تم تخصيص منطقة تفاعلية آمنة أتاحت للصغار خوض تجربة الطيارين والمهندسين عبر ألعاب المحاكاة والواقع الافتراضي والأنشطة الإبداعية.