كشف تجمع الرياض الصحي الأول عن تحقيق إنجازات استثنائية في قطاع التطوع الصحي لعام 2025، مسجلاً أرقاماً قياسية تعكس التطور المتسارع في منظومة الرعاية الصحية بالمملكة. حيث أعلن التجمع عن تحقيق عائد اقتصادي تجاوز 82 مليون ريال، وذلك من خلال استثمار أكثر من مليون ساعة تطوعية ساهمت في خدمة ما يقارب 1.4 مليون مستفيد في مختلف النطاقات الجغرافية التابعة للتجمع.
أرقام قياسية وكفاءة تشغيلية
في تفاصيل هذا الحصاد السنوي، أوضح التجمع أن القيمة الاقتصادية المضافة للأعمال التطوعية بلغت تحديداً 82,084,896 ريالاً. وقد تحقق هذا الرقم الضخم بفضل جهود 20,580 متطوعاً ومتطوعة من الكوادر الصحية والإدارية، الذين قدموا 1,163,341 ساعة عمل ميدانية وتخصصية. وتأتي هذه الأرقام لتؤكد نجاح استراتيجيات التجمع في تعظيم الاستفادة من الموارد البشرية ورفع كفاءة الإنفاق، مما يعزز من استدامة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.
سياق رؤية 2030 والتحول الصحي
لا يمكن قراءة هذه الأرقام بمعزل عن السياق الوطني العام؛ إذ تأتي هذه المنجزات ترجمة عملية لمستهدفات رؤية المملكة 2030، التي وضعت العمل التطوعي كأحد ركائز برنامج التحول الوطني وبرنامج تنمية القدرات البشرية. وتسعى المملكة للوصول إلى مليون متطوع سنوياً، مع التركيز على “التطوع الاحترافي” الذي يستغل المهارات التخصصية للمتطوعين، وهو ما يجسده نموذج تجمع الرياض الصحي الأول عبر تحويل الخبرات الطبية إلى خدمات مجتمعية ذات أثر ملموس، مما يساهم في ردم الفجوة بين العرض والطلب في الخدمات الصحية.
قافلة طبية لمستشفى رويضة العرض
وتزامناً مع هذه الإعلانات، وفي إطار تفعيل العمل الميداني، أطلق التجمع قافلة طبية استشارية متخصصة تتجه يوم السبت المقبل إلى مستشفى رويضة العرض. وتهدف هذه القافلة، التي تضم نخبة من الاستشاريين والكفاءات الطبية، إلى تقديم رعاية تخصصية مكثفة تمتد لخمس ساعات متواصلة، بدءاً من التاسعة صباحاً.
وتسعى هذه المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها:
- تقريب الخدمات الصحية النوعية للمرضى في مقار سكنهم بالمحافظات.
- تقليل قوائم الانتظار وتخفيف العبء عن المستشفيات المركزية في العاصمة.
- نقل المعرفة والخبرات الطبية المتقدمة إلى الكوادر العاملة في المستشفيات الطرفية.
الأثر الاجتماعي والاقتصادي المستدام
يحمل هذا الحراك التطوعي دلالات عميقة تتجاوز الأرقام المجردة؛ فعلى الصعيد الاقتصادي، يوفر التطوع الصحي ملايين الريالات التي كانت ستنفق كتشغيل اعتيادي، مما يعيد تدوير هذه الموارد في مشاريع تطويرية أخرى. أما اجتماعياً، فيعزز هذا النموذج قيم التكافل الاجتماعي والمسؤولية الوطنية، ويرتقي بجودة الحياة من خلال تسهيل الوصول للخدمات الصحية. ويؤكد التجمع أن هذه المبادرات ترسخ مفهوم “الشراكة المجتمعية”، حيث يصبح الممارس الصحي شريكاً فاعلاً في التنمية وليس مجرد موظف، مما يضمن استدامة النظام الصحي وقدرته على مواجهة التحديات المستقبلية.
