في خطوة تعكس الانفتاح الثقافي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، أطلقت كلية اللغات ممثلة في قسم الترجمة بـجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، يوم الاثنين 1 ديسمبر 2025م، فعاليات “اللقاء السعودي الفرنكفوني”. أُقيم هذا الحدث الهام برعاية كريمة من معالي وزير التعليم، الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، وشهد حضورًا لافتًا في مركز المؤتمرات والندوات بالجامعة.
خلفية وسياق اللقاء: تعزيز العلاقات السعودية الفرنكفونية
يأتي هذا اللقاء في سياق العلاقات المتنامية بين المملكة العربية السعودية والعالم الفرنكفوني. فالمملكة، التي تحمل صفة عضو مراقب في المنظمة الدولية للفرنكفونية (OIF) منذ عام 2016، تسعى باستمرار لتعزيز جسور التواصل الثقافي والاقتصادي مع الدول الناطقة بالفرنسية. ويندرج هذا التوجه ضمن أهداف رؤية السعودية 2030 الأوسع، التي تركز على تنويع الاقتصاد، وتعزيز القوة الناعمة للمملكة، وبناء مجتمع حيوي منفتح على ثقافات العالم المختلفة. ويُعد تعليم اللغات الأجنبية، ومنها الفرنسية، ركيزة أساسية لتحقيق هذه الأهداف، حيث يفتح آفاقًا جديدة للشباب السعودي في قطاعات حيوية كالسياحة، والأعمال، والدبلوماسية.
أهداف ورؤية اللقاء
انعقد اللقاء تحت شعار “تعزيز الحوار بين الثقافات”، بهدف تسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني الذي تمثله الفرنكفونية، وإبراز دور اللغة الفرنسية كأداة فعالة للتواصل العالمي. وسعى الحدث إلى إظهار كيف يمكن للغة أن تكون جسرًا يدعم التعليم والثقافة والأعمال في المملكة، بالإضافة إلى تعزيز حضور التنوع اللغوي في الجامعات السعودية. وقد جمع اللقاء نخبة من الأكاديميين والخبراء السعوديين والفرنكفونيين من مختلف القطاعات، إلى جانب المهتمين باللغة الفرنسية ومنسوبي الجامعات.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت رئيسة الجامعة المُكلَّفة، الدكتورة فوزية بنت سليمان العمرو، أن “اللقاء السعودي الفرنكفوني يُعد مصافحة معرفية بين اللغة، والثقافة، والمستقبل”. وأضافت أن جامعة الأميرة نورة، بصفتها أكبر جامعة نسائية في العالم، تواصل دورها الوطني في إعداد كفاءات نسائية قادرة على “ترجمة الوطن للعالم بلغة المستقبل”، مشيرة إلى أن التعددية اللغوية تمثل ميزة تنافسية في عصر اقتصاد المعرفة.
فعاليات متنوعة لتبادل ثقافي غني
تضمن برنامج اللقاء سلسلة من الفعاليات الثرية التي شملت 6 جلسات حوارية ناقشت موضوعات محورية مثل “دعم التعليم العام متعدد اللغات” و”اللغة الفرنسية في قطاع الأعمال السعودي”. كما أقيمت 3 ورش عمل متخصصة، من بينها ورشة عن فن ترجمة الأعمال السينمائية وأخرى حول تحدث الفرنسية بثقة أثناء السفر. ولإثراء التجربة الثقافية، شمل اللقاء عروضًا مرئية، وقراءات شعرية سعودية وفرنكفونية، ومعرضًا للفنون البصرية، مما أتاح منصة تفاعلية حقيقية لتبادل الخبرات واستعراض القيم المشتركة.
الأهمية والتأثير المتوقع
يمثل “اللقاء السعودي الفرنكفوني” أكثر من مجرد حدث أكاديمي؛ فهو منصة استراتيجية تخدم أهدافًا وطنية ودولية. على الصعيد المحلي، يسهم في تعزيز المهارات اللغوية لدى الطالبات ويفتح لهن آفاقًا وظيفية جديدة. وعلى الصعيد الدولي، يعزز صورة المملكة كمركز للحوار الثقافي والانفتاح، ويدعم علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الفرنكفونية، مؤكدًا على دور جامعة الأميرة نورة في تحقيق الحضور الدولي المؤثر للمرأة السعودية.