أكد البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، المدير الفني للمنتخب الوطني الجزائري، أن "الخضر" سيدخلون غمار منافسات نهائيات كأس العالم 2026 بروح قتالية عالية، مشدداً على أن مواجهة المنتخب الأرجنتيني في المباراة الافتتاحية لن تكون مجرد نزهة لأبطال العالم، وأن الجزائر لا ترى نفسها خاسرة قبل صافرة البداية.
وفي تصريحات صحفية تعليقاً على نتائج القرعة التي أوقعت الجزائر في مجموعة قوية، قال بيتكوفيتش: "في المباراة الأولى أمام الأرجنتين لن ندخل كفريق خاسر. سنؤدي كل ما علينا ونقاتل فوق الميدان، ثم نركز بعد ذلك على المباراتين المقبلتين الحاسمتين أمام النمسا والأردن". وأضاف المدرب المخضرم تحليلاً أولياً للمجموعة: "المجموعة شيقة للغاية ومعقدة، الأرجنتين هي المرشحة الطبيعية لتصدرها بحكم التاريخ والألقاب، بينما منتخب النمسا متطور جداً ويقدّم مستويات قوية في أوروبا مؤخراً".
عودة الخضر إلى الساحة العالمية
تأتي هذه التصريحات لتعكس رغبة الجهاز الفني واللاعبين في تعويض الجماهير الجزائرية عن غياب المنتخب عن مونديال قطر 2022. ويدرك بيتكوفيتش، الذي يمتلك خبرة دولية واسعة أبرزها قيادته لمنتخب سويسرا لربع نهائي يورو 2020 وإقصاء فرنسا، أن العامل النفسي سيكون حاسماً في مثل هذه المواعيد الكبرى. ويسعى المدرب لزرع ثقافة الفوز وعدم المبالغة في احترام الخصوم، مهما كانت أسماؤهم، وهو النهج الذي يحتاجه "محاربو الصحراء" لتجاوز عقبة الدور الأول.
تاريخ الجزائر مع الكبار
تستند ثقة الجماهير الجزائرية في تصريحات بيتكوفيتش إلى الإرث التاريخي للمنتخب الجزائري في كأس العالم. فلا يزال العالم يتذكر ملحمة خيخون في مونديال 1982 عندما قهرت الجزائر ألمانيا الغربية المدججة بالنجوم، بالإضافة إلى الأداء البطولي في مونديال 2014 بالبرازيل والوصول إلى الدور الثاني لأول مرة في التاريخ، حيث أحرج زملاء سفيان فيغولي حينها المنتخب الألماني الذي توج باللقب لاحقاً. هذه الخلفية التاريخية تجعل من الجزائر خصماً لا يستهان به أمام المنتخبات الكبرى مثل الأرجنتين.
قراءة في موازين المجموعة
وبالنظر إلى تركيبة المجموعة، فإن المهمة لن تكون سهلة؛ فالمنتخب الأرجنتيني يعيش أزهى فتراته الكروية، بينما يعتمد المنتخب النمساوي على الكرة الشاملة والاندفاع البدني القوي الذي يميز المدرسة الجرمانية. من جهة أخرى، يمثل المنتخب الأردني، وصيف كأس آسيا 2023، الكرة العربية المتطورة والطموحة، مما يجعل مباراة الجزائر والأردن "ديربي" عربياً بنكهة عالمية مفتوحاً على كل الاحتمالات. ورغم صعوبة المهمة، يبقى هدف العبور إلى الدور الثاني هو المطلب الأساسي للشارع الرياضي الجزائري الذي يعول كثيراً على حنكة بيتكوفيتش وموهبة الجيل الحالي.