تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية صوب ملعب لوسيل المونديالي، حيث تشهد الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات في بطولة كأس العرب 2025 مواجهة نارية وحاسمة تجمع بين المنتخبين الشقيقين، فلسطين وسوريا، ضمن منافسات المجموعة الأولى. وتكتسب هذه المباراة أهمية مضاعفة كونها ستحدد بشكل مباشر هوية المتأهلين إلى الدور ربع النهائي في ظل تقارب النقاط والمستويات في هذه المجموعة الحديدية.
سيناريوهات التأهل: التعادل يكفي الشقيقين
تحمل مباراة فلسطين وسوريا في طياتها فرصة ذهبية لكلا المنتخبين للعبور معاً إلى الدور القادم دون الدخول في حسابات معقدة. فوفقاً للحسابات الرقمية للمجموعة، فإن نتيجة التعادل بأي نتيجة كانت ستقود المنتخبين للتأهل المباشر والرسمي إلى الدور القادم. في هذه الحالة، سيرتفع رصيد كل من "الفدائي" و"نسور قاسيون" إلى 5 نقاط، وهو رصيد لن يتمكن طرفا المباراة الأخرى في نفس المجموعة (تونس وقطر) من الوصول إليه، مما يضمن البطاقتين لفلسطين وسوريا.
حسابات الفوز والخسارة
على الجانب الآخر، وفي حال انتهاء المباراة بفوز أحد المنتخبين، ستدخل المجموعة في دوامة من الحسابات المعقدة تعتمد على نتيجة مباراة تونس وقطر. فالفائز سيضمن الصدارة والتأهل، بينما سيتجمد رصيد الخاسر عند 4 نقاط، مما يضعه في منافسة مباشرة مع الفائز من المباراة الثانية (تونس أو قطر) الذي سيصل أيضاً إلى النقطة الرابعة. وحينها، ستلجأ اللجنة المنظمة للبطولة إلى قواعد كسر التعادل، بدءاً من فارق الأهداف والمواجهات المباشرة لحسم البطاقة الثانية، وهو سيناريو يسعى المنتخبان لتجنبه.
نتائج الجولة الثانية وتأثيرها
يدخل المنتخبان اللقاء بمعنويات مرتفعة ورغبة في الحسم، بعد أن حقق كل منهما تعادلاً ثميناً في الجولة الثانية. حيث قدم المنتخب الفلسطيني أداءً بطولياً أمام نظيره التونسي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، في حين انتزع المنتخب السوري نقطة هامة من المنتخب القطري المستضيف بعد التعادل بهدف لكل شبكة. هذه النتائج وضعت مصير المنتخبين بأيديهم في الجولة الختامية.
ملعب لوسيل: مسرح الأحداث الكبرى
تكتسب المباراة زخماً إضافياً بإقامتها على أرضية ملعب لوسيل، الأيقونة المعمارية التي استضافت نهائي كأس العالم 2022. اللعب على هذا الاستاد يمنح اللاعبين حافزاً كبيراً لتقديم أفضل ما لديهم، نظراً للقيمة الرمزية للملعب وسعته الجماهيرية الضخمة التي من المتوقع أن تمتلئ بالجاليات العربية المساندة للمنتخبين، مما يضفي أجواءً حماسية تليق بـ "ديربي الشام".
أهمية كأس العرب وتطور الكرة الآسيوية
تأتي هذه المواجهة في سياق النسخة الجديدة من كأس العرب، التي باتت تحظى باهتمام دولي واعتراف من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كبروفة مثالية للبطولات العالمية. بالنسبة للمنتخبين الفلسطيني والسوري، لا يقتصر الأمر على مجرد مباراة كرة قدم، بل هو فرصة لإثبات تطور الكرة في منطقة غرب آسيا، وتأكيد قدرتهما على مقارعة كبار القارة وأفريقيا، خاصة في ظل التطور الملحوظ في أداء المنتخب الفلسطيني في السنوات الأخيرة والروح القتالية العالية التي يتمتع بها المنتخب السوري.