أكد إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الفلسطيني، على الأهمية الكبيرة للمواجهة المرتقبة ضد المنتخب التونسي، والمقرر إقامتها ضمن الجولة الثانية من منافسات بطولة كأس العرب 2021 التي استضافتها قطر. وشدد أبو جزر على أن فريقه يدخل المباراة بمعنويات عالية وثقة كبيرة، مدفوعًا بالرغبة في تحقيق نتيجة إيجابية وإسعاد الشعب الفلسطيني الذي يتابع الفريق بشغف كبير.
السياق العام وخلفية البطولة
تأتي هذه المباراة ضمن بطولة كأس العرب التي نظمتها الفيفا في قطر كبروفة مصغرة لكأس العالم 2022. وقد شهدت البطولة مشاركة واسعة من المنتخبات العربية، مما أضفى عليها طابعًا تنافسيًا قويًا وأهمية إقليمية بالغة. بالنسبة للمنتخب الفلسطيني، المعروف بلقب “الفدائي”، لم تكن المشاركة مجرد حدث رياضي، بل كانت منصة للتأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية على الساحة الدولية، ورسالة صمود وتحدٍ في وجه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
تصريحات المدرب وتحليل فني
في المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء، حذر أبو جزر من الاستهانة بالمنتخب التونسي رغم خسارته المفاجئة في الجولة الأولى أمام سوريا. وقال: “غدًا سنلعب مباراة قوية جدًا تكتيكيًا، ونتيجة مباراة تونس وسوريا لا تعكس أداء المنتخب التونسي الحقيقي”. وأضاف: “نحن متأملون وواثقون أن لاعبينا سيكونون قادرين على تطبيق الواجبات وتسيير المباراة بالشكل الصحيح”. تعكس هذه التصريحات قراءة فنية عميقة للمنافس، وإدراكًا بأن “نسور قرطاج” يمتلكون الإمكانيات للعودة بقوة، مما يتطلب تحضيرًا تكتيكيًا وذهنيًا عاليًا من جانب لاعبي فلسطين.
الأهمية المعنوية للشعب الفلسطيني
لم يغفل أبو جزر الحديث عن البعد الإنساني والمعنوي للمشاركة في البطولة، والذي يعتبره الدافع الأكبر للفريق. وأوضح: “كنا في قمة سعادتنا وفرحتنا أننا استطعنا أن نكون سببًا في فرحة شعبنا في فلسطين وتحديدًا في قطاع غزة”. وأشار إلى أن الفريق يمثل مصدر إلهام وأمل، قائلًا: “الصور والاتصالات التي وصلتنا من الخيام أعطتنا مؤشرًا أن المنتخب الفلسطيني سفير حقيقي لكل الفلسطينيين ومصدر سعادة بالنسبة لهم”. هذه الكلمات تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه المنتخب كرمز للوحدة الوطنية ومصدر للفخر، حيث تتجاوز إنجازاته حدود الملعب لتصل إلى كل بيت فلسطيني، مانحة إياهم لحظات من الفرح والنسيان للمعاناة اليومية.
التأثير المتوقع والاستعداد للمباراة
واختتم أبو جزر حديثه بالتأكيد على الجاهزية الذهنية للفريق، والتي تعتبر عاملًا حاسمًا في البطولات الكبرى. وقال: “حضّرنا ذهنيًا لمباراتنا الأولى أمام المنتخب القطري، والحالة الذهنية لها دور كبير لتجهيزنا لمواجهة تونس”. إن تحقيق نتيجة إيجابية أمام تونس لن يعزز فقط من حظوظ الفريق في التأهل، بل سيكون له تأثير إيجابي هائل على معنويات الشعب الفلسطيني، ويؤكد مجددًا على أن الرياضة يمكن أن تكون أداة فعالة للتعبير عن الهوية وتحقيق انتصارات رمزية تتجاوز قيمتها حدود النتائج الرياضية.