شهدت البورصة الباكستانية (PSX) يوماً إيجابياً في ختام تداولات الأسبوع، حيث أغلق مؤشرها الرئيسي “KSE-100″، الذي يتخذ من كراتشي مقراً له، على ارتفاع ملحوظ. وأنهى المؤشر جلسة التداول اليوم الجمعة محققاً مكاسب بنسبة 0.79%، وهو ما يعادل 1304 نقاط، ليستقر عند مستوى 166,677 نقطة، مما يعكس تفاؤل المستثمرين وثقتهم في أداء السوق.
وجاء هذا الأداء الإيجابي مدعوماً بحجم تداول نشط، حيث بلغت كمية الأسهم المتداولة حوالي 295.62 مليون سهم. شملت التداولات أسهم 559 شركة مدرجة، سجلت منها أسهم 238 شركة ارتفاعاً في قيمتها، بينما شهدت أسهم 199 شركة تراجعاً، في حين حافظت أسهم 122 شركة على استقرارها دون تغيير، وهو ما يشير إلى سيطرة الاتجاه الصعودي على معنويات السوق خلال الجلسة.
السياق العام وأهمية البورصة الباكستانية
تُعد البورصة الباكستانية، التي تأسست في شكلها الحالي عام 2016 بعد دمج بورصات كراتشي ولاهور وإسلام أباد، الركيزة الأساسية لسوق رأس المال في البلاد. ويعتبر مؤشر KSE-100 بمثابة المرآة التي تعكس صحة الاقتصاد الباكستاني وأداء كبرى الشركات في قطاعات حيوية مثل البنوك، والطاقة، والأسمنت، والمنسوجات. ويتأثر أداء السوق بشكل مباشر بالعديد من العوامل المحلية والدولية، بما في ذلك السياسات النقدية للبنك المركزي، ومعدلات التضخم، والاستقرار السياسي، وتدفقات الاستثمار الأجنبي.
التأثير الاقتصادي والأهمية الإقليمية
يمثل ارتفاع مؤشر البورصة إشارة إيجابية للاقتصاد المحلي، حيث يساهم في تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء. فعلى الصعيد المحلي، يؤدي الأداء القوي للسوق إلى زيادة قيمة المدخرات والاستثمارات، ويشجع الشركات على التوسع وتمويل مشاريع جديدة من خلال طرح أسهمها للاكتتاب العام. أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فإن استمرار الأداء الإيجابي يعزز من جاذبية باكستان كوجهة استثمارية ضمن الأسواق الناشئة، خاصة في منطقة جنوب آسيا. كما يمكن أن يساهم في جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية، وهو أمر حيوي لدعم احتياطيات النقد الأجنبي واستقرار سعر صرف الروبية الباكستانية.
ويترقب المستثمرون والمحللون استمرار هذا الزخم الإيجابي في الأسابيع المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية التي قد تؤثر على مسار السوق. ويبقى الأداء القوي للبورصة دليلاً على مرونة الاقتصاد الباكستاني وقدرته على تحقيق النمو رغم الظروف المحيطة.
