ضربة جديدة لصناعة الألعاب
في خطوة مفاجئة تعكس حالة عدم الاستقرار التي تمر بها صناعة الألعاب العالمية، أعلنت شركة NetEase الصينية العملاقة عن إغلاق استوديو التطوير Fantastic Pixel Castle. يأتي هذا القرار الصادم قبل أن يتمكن الفريق من إطلاق أولى ألعابه، وهي لعبة تقمص أدوار جماعية ضخمة (MMO) كانت محط ترقب كبير من مجتمع اللاعبين، خاصة وأن الفريق يقوده المخضرم غريغ ستريت، المعروف بعمله كبيرا للمصممين في ألعاب أيقونية مثل World of Warcraft و League of Legends.
وقد أكد غريغ ستريت، رئيس الاستوديو، أن NetEase قررت وقف تمويل المشروع وإغلاق الفريق بشكل نهائي في 17 نوفمبر. وأعرب ستريت عن تفاؤله الحذر بإمكانية إيجاد تمويل بديل لإنقاذ المشروع، لكنه شدد على أن أولويته القصوى في الوقت الحالي هي مساعدة زملائه الموهوبين في العثور على فرص عمل جديدة في هذه الصناعة المتقلبة.
سياق أوسع من التحديات الاقتصادية
لا يمكن النظر إلى قرار إغلاق Fantastic Pixel Castle كحدث معزول. بل هو جزء من موجة تسريحات وإغلاقات واسعة النطاق اجتاحت قطاع تطوير الألعاب منذ بداية عام 2023. فقد شهدت الصناعة تسريح آلاف الموظفين من شركات كبرى مثل Microsoft (بعد استحواذها على Activision Blizzard)، و Sony Interactive Entertainment، و Electronic Arts (EA)، و Unity. تعود هذه الإجراءات إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بعد فترة الازدهار التي شهدتها الصناعة خلال جائحة كورونا، وارتفاع تكاليف تطوير الألعاب الضخمة (AAA)، بالإضافة إلى تغير سلوك المستهلكين في ظل التضخم.
الأهمية والتأثير على استراتيجية NetEase
يمثل هذا الإغلاق نقطة تحول محتملة في استراتيجية التوسع العالمية لشركة NetEase. فبعد سنوات من الاستثمار بقوة في استوديوهات غربية واستقطاب مواهب عالمية بارزة مثل غريغ ستريت، قد يشير هذا القرار إلى إعادة تقييم لجدوى هذه الاستثمارات في ظل المناخ الاقتصادي الحالي. تأسيس استوديو Fantastic Pixel Castle في عام 2023 كان يُنظر إليه كخطوة جريئة لإنتاج لعبة MMO قادرة على منافسة العناوين الكبرى في السوق الغربي، وإغلاقه بهذه السرعة يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بالمشاريع طويلة الأمد وعالية المخاطر خارج سوقها المحلي الصيني.
على الصعيد الدولي، يرسل هذا الخبر رسالة محبطة لمجتمع مطوري الألعاب والمستثمرين على حد سواء، مؤكداً أن حتى المشاريع التي يقودها أسماء لامعة وتحظى بدعم مالي من عمالقة الصناعة ليست في مأمن من التخفيضات وإعادة الهيكلة. يبقى مستقبل مشروع لعبة الـ MMO التي كان يعمل عليها الفريق غامضاً، لكن الأثر الأكبر يظل هو فقدان عشرات المطورين لوظائفهم، مما يضيف المزيد من الضغط على سوق العمل في قطاع تطوير الألعاب.