المدرب الوطني في كأس العرب: قصة نجاح وتحديات الكرة العربية

تحليل لدور المدرب الوطني في كأس العرب 2021، وكيف قاد مدربون مثل مجيد بوقرة وحسين عموتة منتخباتهم لتحقيق إنجازات لافتة في البطولة.
نوفمبر 30, 2025
7 mins read
المدرب الوطني في كأس العرب: قصة نجاح وتحديات الكرة العربية

شكلت بطولة كأس العرب 2021، التي استضافتها قطر بنجاح باهر قبل انطلاق مونديال 2022، منصة فريدة ليس فقط للتنافس الكروي بين المنتخبات العربية، بل أيضاً لإبراز الكفاءات التدريبية المحلية. في خضم الاعتماد المتزايد على الخبرات الأجنبية في عالم كرة القدم، برزت عدة منتخبات راهنت على المدرب الوطني، وهو قرار استراتيجي عكس ثقة الاتحادات المحلية في قدرات أبنائها على قيادة الدفة الفنية في محفل قاري كبير.

خلفية تاريخية وأهمية البطولة

تعود بطولة كأس العرب إلى عام 1963، لكنها مرت بفترات توقف طويلة، مما أفقدها بعضاً من زخمها. إلا أن عودتها تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في نسخة 2021 منحها بعداً عالمياً وأهمية استثنائية. أقيمت البطولة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2021، بمشاركة 16 منتخباً عربياً، وشكلت اختباراً حقيقياً للمنشآت والبنية التحتية القطرية قبل استضافة الحدث الكروي الأكبر، كأس العالم 2022. كانت البطولة فرصة للمنتخبات العربية للتنافس على أعلى مستوى، وقياس جاهزيتها، ومنح الفرصة للاعبين المحليين لإثبات قدراتهم.

رهان ناجح على الكفاءات الوطنية

في نسخة 2021، ذهبت عدة منتخبات ضد التيار السائد وقررت الاعتماد على مدربين وطنيين، وهو ما أثبت نجاحه بشكل لافت. كان أبرز مثال هو منتخب الجزائر، الذي شارك بفريق مكون من اللاعبين المحليين والناشطين في الدوريات العربية تحت قيادة نجمه السابق، مجيد بوقرة. تمكن بوقرة من خلق فريق متجانس وقوي تكتيكياً، ونجح في قيادة “محاربي الصحراء” للتتويج باللقب عن جدارة واستحقاق بعد الفوز في المباراة النهائية على تونس، مقدماً دليلاً قاطعاً على أن المدرب الوطني قادر على تحقيق الإنجازات الكبرى.

نماذج أخرى مشرفة

لم يكن نجاح بوقرة حالة معزولة. فقد قاد المدرب الوطني منذر الكبير منتخب تونس للوصول إلى المباراة النهائية، مقدماً أداءً قوياً طوال البطولة. كما برز منتخب المغرب، تحت قيادة المدرب الوطني الحسين عموتة، الذي اعتمد أيضاً على تشكيلة من اللاعبين المحليين وأظهر مستويات فنية عالية قبل الخروج من الدور ربع النهائي بركلات الترجيح أمام الجزائر في مباراة تاريخية. هذا التوجه نحو المدرب الوطني لم يقتصر على منتخبات شمال إفريقيا، بل كان خياراً لمنتخبات أخرى سعت لبناء هويتها الكروية الخاصة.

التأثير المستقبلي على الكرة العربية

إن النجاح الذي حققته المنتخبات التي قادها مدربون وطنيون في كأس العرب 2021 أرسل رسالة قوية إلى الاتحادات الكروية في المنطقة. لقد أثبتت هذه التجربة أن الاستثمار في الكوادر المحلية وتطويرها ومنحها الثقة يمكن أن يؤتي ثماره، بل وقد يتفوق على خيار المدرب الأجنبي الذي قد يحتاج وقتاً طويلاً للتأقلم مع ثقافة وعقلية اللاعب العربي. من المتوقع أن يشجع هذا النجاح على منح المزيد من الفرص للمدربين الوطنيين في المستقبل، مما يساهم في تطوير منظومة كرة القدم العربية بشكل شامل ومستدام.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المدرب الوطني في كأس العرب: قصة نجاح وتحديات الكرة العربية
Previous Story

كأس العرب 2021: بزوغ نجم المدرب الوطني في سماء الكرة العربية

معرض التحول الصناعي 2025 بالرياض: مستقبل الصناعة السعودية
Next Story

معرض التحول الصناعي 2025 بالرياض: مستقبل الصناعة السعودية

Latest from الرياضة

أذهب إلىالأعلى