وجه المدرب التونسي المخضرم نبيل معلول انتقادات لاذعة لطريقة تحضير المنتخب التونسي لبطولة كأس العرب، معتبراً أن الاستعدادات لم ترقَ للمستوى المطلوب للمنافسة في بطولة بهذا الحجم، وذلك في تصريحات صحفية تزامنت مع محاولات "نسور قرطاج" لتعويض تعثرهم في بداية المشوار.
وفي قراءة تحليلية للمشهد الكروي العربي، أكد معلول، الذي يمتلك خبرة دولية واسعة توجها بقيادة منتخب تونس في كأس العالم 2018 بروسيا، أن الخيارات الفنية والإدارية كان يجب أن تكون أكثر واقعية. وأوضح في حديثه لوكالة فرانس برس أنه "كان من الأجدر استدعاء منتخب رديف للمشاركة في هذه النسخة من كأس العرب، على غرار الاستراتيجية الناجحة التي طبقتها منتخبات كبرى مثل مصر والجزائر والمغرب"، حيث اعتمدت تلك المنتخبات على اللاعبين المحليين لإراحة المحترفين وتجربة عناصر جديدة.
تأثير النتائج المفاجئة وبعثرة الأوراق
وتطرق المدرب الحالي لنادي القادسية الكويتي إلى المفاجآت التي شهدتها الجولات الأولى، مشيراً إلى أن خسارة تونس الافتتاحية أمام سوريا، وكذلك سقوط المنتخب القطري المستضيف أمام فلسطين بهدف نظيف، قد "بعثر أوراق المجموعة الأولى" تماماً، مما جعل التكهن بهوية المتأهلين أمراً بالغ الصعوبة. وفي هذا السياق، أشاد معلول بالروح القتالية والأداء الفني الذي ظهر به المنتخبان السوري والفلسطيني، مؤكداً أنهما قدما مستويات مشرفة في ظهورهما الأول.
أزمة التوقيت ورزنامة الفيفا
وفي سياق متصل، فتح معلول ملف توقيت البطولة (1-18 ديسمبر)، واصفاً إياه بـ"السيئ" نظراً لتعارضه مع التزامات الأندية الأوروبية واستعدادات المنتخبات الإفريقية للاستحقاق القاري الأهم. وشرح وجهة نظره قائلاً: "لم يراعِ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تجهيزات منتخبات شمال إفريقيا لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق عقب ختام كأس العرب بأيام معدودة".
وأضاف أن هذا التوقيت وضع المنتخبات في مأزق حقيقي، حيث توجد صعوبة بالغة في الاعتماد على العناصر الأساسية، نظراً لأن "أكثر من 90 بالمئة من اللاعبين المؤثرين في تلك المنتخبات مرتبطون مع أنديتهم الأوروبية في شتى أنحاء الدوريات حول العالم"، وكان من الأفضل تنسيق البطولة في أيام التوقف الدولي (FIFA Days) لضمان تواجد كافة النجوم.
الدوري الكويتي والمحترفون
وعرج معلول في حديثه إلى الشأن الكروي الكويتي، حيث علق على تعادل منتخب الكويت مع مصر (1-1)، معتبراً أن "الأزرق" أضاع فوزاً كان في المتناول بسبب غياب التركيز في اللحظات الأخيرة. وحول غياب استدعاء المحترفين الناشطين في الدوري الكويتي لمنتخبات بلادهم، مثل المصري عمرو عبد الفتاح والتونسي ياسين الخنيسي، كان معلول صريحاً وصادماً في تبريره، حيث قال: "الدوري الكويتي في مستوى أقل من المتوسط"، مشيراً إلى أن ضعف التنافسية والمستوى الفني للبطولة يصرف أنظار مدربي المنتخبات الوطنية عن اللاعبين المتواجدين فيه، مهما كانت أسماؤهم.