في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود الوطنية للارتقاء بمنظومة النقل، وقّعت الهيئة العامة للطرق والمركز الوطني لسلامة النقل، اليوم، مذكرة تفاهم استراتيجية تهدف إلى تعزيز مستويات السلامة في قطاع النقل البري، وتنسيق العمل المشترك لضمان بيئة نقل آمنة ومستدامة وفق أفضل المعايير العالمية.
وقد جرت مراسم التوقيع بحضور قيادات الجهتين، حيث مثّل الهيئة العامة للطرق معالي الرئيس التنفيذي المهندس بدر بن عبدالله الدلامي، فيما مثّل المركز الوطني لسلامة النقل الرئيس التنفيذي الكابتن طي بن عبدالرحمن الشمري، مما يعكس التزام القيادات العليا بتفعيل هذه الشراكة على أرض الواقع.
سياق رؤية 2030 وأهمية السلامة المرورية
تأتي هذه الاتفاقية في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية حراكاً تنموياً شاملاً ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديداً الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي تضع سلامة الأرواح والممتلكات على رأس أولوياتها. وتسعى المملكة من خلال هذه الشراكات إلى خفض معدلات الحوادث المرورية والوفيات الناجمة عنها، والوصول إلى المؤشرات العالمية في جودة الطرق وسلامتها.
وتكتسب هذه المذكرة أهميتها من التكامل بين دور “هيئة الطرق” كجهة مشرعة ومنظمة لشبكة الطرق الوطنية، ودور “المركز الوطني لسلامة النقل” المعني بالتحقيقات الفنية وتحليل مسببات الحوادث، مما يضمن وجود حلقة متكاملة تبدأ من التصميم والتنفيذ وصولاً إلى الرقابة والتحقيق والتطوير المستمر.
مجالات التعاون وتبادل الخبرات الفنية
ركزت بنود المذكرة على عدة محاور رئيسية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، ومن أبرزها:
- تفعيل قنوات الاتصال المباشر: لضمان سرعة تبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالحوادث الجسيمة، مما يسرع من عمليات الاستجابة والتحليل.
- التحقيق الفني المشترك: التعاون في إجراء التحقيقات الفنية الدقيقة للحوادث، والاستفادة من المرافق الهندسية والمختبرات المتخصصة لاختبار المواد وتحليل الأعطال الميكانيكية أو الإنشائية.
- الأبحاث والدراسات: إجراء أبحاث مشتركة تهدف إلى فهم جذور المشاكل المتعلقة بالسلامة واقتراح الحلول العلمية لها.
التدريب ورفع الوعي المجتمعي
لم تغفل المذكرة الجانب البشري، حيث اتفق الطرفان على إطلاق مبادرات تدريبية مكثفة لرفع كفاءة الكوادر الوطنية في مجالات التحقيق الفني وهندسة السلامة. كما ستشمل الشراكة تنظيم ورش عمل ودورات متخصصة للمقاولين والجهات المشغلة للطرق، لضمان التزامهم بأعلى معايير الجودة والسلامة أثناء تنفيذ وصيانة المشاريع.
وعلى صعيد المجتمع، سيعمل الطرفان على تنظيم حملات توعوية مشتركة تستهدف كافة شرائح المجتمع لرفع مستوى الوعي بسلامة النقل، مما يسهم في تعزيز الثقافة المرورية والحد من السلوكيات الخاطئة التي قد تؤدي إلى الحوادث، تعزيزاً للتميز في تصميم البنى التحتية واستدامتها.
