يواجه الجهاز الفني لمنتخب المغرب الرديف، بقيادة المدرب الوطني طارق السكتيوي، تحدياً فنياً وبدنياً كبيراً قبل ساعات من المواجهة المرتقبة أمام نظيره العماني، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من بطولة كأس العرب. وتأتي هذه المباراة في وقت حساس يسعى فيه “أسود الأطلس” لتعزيز صدارتهم للمجموعة وضمان التأهل المبكر، وسط ظروف صعبة تتعلق بجاهزية اللاعبين.
تصريحات السكتيوي وحجم المعاناة
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الخميس للحديث عن مباراة عُمان، أعرب طارق السكتيوي عن أسفه لعدم اكتمال صفوف المنتخب، مشيراً إلى أن البطولات المجمعة قصيرة المدى تتطلب دائماً وفرة في اللاعبين الجاهزين. وقال السكتيوي: “في منافسة بهذا الحجم والتنافسية العالية، أي مدرب يطمح لأن تكون خياراته مكتملة، لكن الإصابة حرمتنا من خدمات ركائز أساسية مثل يوسف مهري، أشرف بن شرقي، وحمزة هنوري”.
وكشف المدير الفني عن أرقام مقلقة بخصوص الوضع الطبي للفريق، موضحاً: “نعاني من حوالي 10 إصابات متفاوتة الخطورة، وقائمتنا تضم 23 لاعباً فقط، من بينهم 3 حراس مرمى، مما يقلص الخيارات المتاحة في الميدان بشكل كبير. هذا الوضع دفعنا لإراحة بعض الأسماء في المباراة السابقة اضطرارياً، مثل محمود بنتايك ووليد الكرتي، لتفادي تفاقم وضعهم الصحي”.
فلسفة المدرب المحلي والثقة بالنفس
ولم يكتفِ السكتيوي بالحديث عن الجوانب الفنية، بل تطرق إلى جانب معنوي هام يتعلق بقيمة المدرب العربي والأفريقي. وفي رسالة قوية تعكس الثقة بالكفاءات الوطنية، تساءل السكتيوي: “ما الذي يمنع المدرب العربي أو الأفريقي من أن يكون أفضل من نظيره الأوروبي أو الأمريكي اللاتيني؟ نحن من ينبغي علينا أن نغير نظرتنا للأمور ونثق في قدراتنا”. ويأتي هذا التصريح في سياق تصاعد نجاحات المدربين الوطنيين في المنطقة العربية وأفريقيا مؤخراً، مما يعطي بعداً أعمق للمباراة يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
حسابات المجموعة وموقف المنتخب العماني
تكتسب هذه المباراة أهمية قصوى للطرفين؛ فمن الناحية الحسابية، يدخل المنتخب المغربي اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوزه العريض في الجولة الأولى على منتخب جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدف، مما منحه دفعة قوية في بداية المشوار. في المقابل، يدخل المنتخب العماني المباراة تحت ضغط كبير ولا بديل له عن النتيجة الإيجابية لإنعاش آماله، خاصة بعد خسارته في الجولة الافتتاحية أمام المنتخب السعودي بهدفين لهدف. هذه المعطيات تجعل من مواجهة الغد صداماً تكتيكياً بين رغبة المغرب في الحسم وطموح عمان في التعويض.
جدير بالذكر أن المباراة ستقام في تمام الساعة 05:30 مساء يوم غد الجمعة، وتتجه الأنظار لمعرفة كيف سيتعامل السكتيوي تكتيكياً مع النقص العددي في قائمته أمام خصم عنيد.