أكد طارق السكتيوي، المدير الفني للمنتخب المغربي، على الجاهزية التامة لأسود الأطلس لخوض المواجهة المرتقبة والحاسمة أمام المنتخب السعودي "الأخضر"، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب. وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة كونها ستقام على أرضية ملعب لوسيل المونديالي، مما يضفي عليها طابعاً من الندية والإثارة الجماهيرية.
رفض قاطع لحسابات التعادل
وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء، وجه السكتيوي رسالة واضحة وصريحة مفادها أن المنتخب المغربي لا يعرف لغة الحسابات الضيقة. وقال السكتيوي: "المغرب لن يلعب للتعادل أمام الأخضر، نحن جاهزون تماماً للمرحلة القادمة، وهدفنا الأساسي هو الفوز وتحقيق النقاط الثلاث كاملة دون نقصان".
وأوضح المدرب أن الدخول إلى المباراة بعقلية البحث عن نقطة واحدة قد يكلف الفريق غالياً، مضيفاً: "سيكون من الخطأ الجسيم التفكير في التعادل أمام منتخب بحجم السعودية. طموحنا يتجاوز مجرد التأهل؛ نحن نسعى للصدارة لتأكيد جدارتنا بالعبور إلى الدور القادم من المسابقة بمعنويات مرتفعة".
أهمية المباراة وسياقها التنافسي
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الكرة العربية تطوراً ملحوظاً، حيث تعتبر المواجهات بين منتخبات شمال أفريقيا والمنتخبات الخليجية، وتحديداً بين المغرب والسعودية، من كلاسيكيات الكرة العربية التي تتسم دائماً بالندية والتكتيك العالي. تاريخياً، لطالما حفلت مباريات المنتخبين بالإثارة، حيث يمتلك كلا الطرفين إرثاً كروياً كبيراً ومشاركات متعددة في كأس العالم، مما يجعل اللقاء بمثابة "ديربي" عربي بنكهة عالمية.
وتكتسب الجولة الثالثة في دور المجموعات أهمية قصوى في البطولات المجمعة، حيث تحدد ليس فقط المتأهلين، بل وترتيب المجموعة الذي يلعب دوراً محورياً في تحديد مسار الفريق في الأدوار الإقصائية وتجنب المواجهات المبكرة مع المنتخبات المرشحة لللقب.
التركيز الذهني والبدني
وواصل السكتيوي حديثه عن التحضيرات قائلاً: "نركز بشكل كامل على الظفر بالنقاط الثلاث. الجميع يدرك صعوبة المباراة وقوة المنافس، ولكننا سنحاول تقديم كافة إمكانياتنا الذهنية والبدنية لتحقيق الفوز". وأشار إلى أن الجانب الذهني سيكون فاصلاً في مثل هذه المواعيد الكبرى، حيث يتطلب اللعب في استادات عالمية مثل لوسيل تركيزاً عالياً طوال التسعين دقيقة.
قراءة في أوراق الخصم
وفي تحليле لوضعية المنتخب السعودي، أضاف السكتيوي: "قد يمتلك منتخب السعودية أفضلية نسبية تتيح له إراحة بعض اللاعبين لتفادي الإرهاق أو الإصابات، لكن بالنسبة لنا، أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه هو أن نلعب على نقطة التعادل. هذا الفخ التكتيكي قد يؤدي إلى التراجع المبالغ فيه ومن ثم استقبال الأهداف".
اللعب دون ضغوط
واختتم مدرب المغرب تصريحاته بالتأكيد على ضرورة الاستمتاع باللعب وتحمل المسؤولية تجاه الجماهير العريضة، قائلاً: "سنلعب دون ضغوط نهائياً، وسنمارس الضغط العالي لتحقيق الفوز وإسعاد الجماهير المغربية والعربية. هذه المباراة تأتي من باب المسؤولية الوطنية والرياضية لتقديم صورة مشرفة للكرة المغربية".


