يستعد فنان العرب، محمد عبده، لختام عام 2025 بجولة فنية استثنائية يترقبها عشاقه بشغف في المملكة العربية السعودية ومختلف أنحاء العالم. خلال شهري نوفمبر وديسمبر، سيقدم الأسطورة الحية سلسلة من الحفلات الموسيقية التي تعبر القارات، من قلب الرياض والدرعية التاريخية، إلى المنامة عاصمة مملكة البحرين، وصولاً إلى العاصمة البريطانية لندن، ليؤكد من جديد على مكانته كأيقونة خالدة في سماء الأغنية العربية.
محمد عبده: مسيرة فنية ترسم تاريخ الموسيقى العربية
يُعد محمد عبده، الذي منحه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة لقب “فنان العرب”، قامة فنية فريدة أسهمت في تشكيل الذائقة الموسيقية لأجيال متعاقبة. تمتد مسيرته الفنية لأكثر من ستة عقود، قدم خلالها إرثاً غنائياً ضخماً تجاوز الألف أغنية، تعاون فيها مع كبار الشعراء والملحنين. لم يقتصر دوره على الأداء الصوتي المتميز، بل كان رائداً في تطوير الأغنية السعودية والخليجية، حيث مزج بين أصالة الموروث الشعبي والتوزيعات الموسيقية الحديثة، مما ساهم في انتشارها عربياً وعالمياً. إن حضوره على المسرح لا يمثل مجرد حفل غنائي، بل هو احتفاء بتاريخ فني عريق وثقافة غنية يجسدها صوته.
حفلات السعودية: الفن في قلب التحول الثقافي لرؤية 2030
تأتي حفلات محمد عبده في الرياض والدرعية ضمن زخم الحراك الثقافي غير المسبوق الذي تشهده المملكة العربية السعودية، والذي يعد أحد الركائز الأساسية لرؤية 2030. لم تعد الفعاليات الفنية مجرد ترفيه، بل أصبحت جزءاً من استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتنمية قطاعي السياحة والترفيه. إن مشاركة فنان بحجم محمد عبده في مواسم مثل موسم الرياض وموسم الدرعية تضفي قيمة فنية وتاريخية كبيرة على هذه الفعاليات، وتؤكد على الاحتفاء بالرموز الوطنية كجزء من هوية المملكة المتجددة.
ليلة طربية لا تُنسى في الرياض
يستهل فنان العرب جولته بليلة طربية استثنائية في العاصمة الرياض يوم 28 نوفمبر، حيث سيقود الأوركسترا المايسترو العالمي هاني فرحات. يُنتظر أن يكون هذا الحفل، الذي يأتي ضمن فعاليات موسم الرياض، حدثاً فنياً بارزاً يجمع بين الأداء المتقن والأغاني الخالدة التي حُفرت في ذاكرة الجمهور العربي، مقدماً تجربة سمعية وبصرية فريدة لعشاق الطرب الأصيل.
جلسات صدى الوادي: الأصالة في أحضان الدرعية
وفي 18 ديسمبر 2025، ينتقل الإبداع إلى الدرعية، جوهرة المملكة التاريخية والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. سيشارك محمد عبده في “جلسات صدى الوادي” ضمن موسم الدرعية، الذي يُقام تحت شعار “عزّك وملفاك”. هذه المشاركة تكتسب أهمية خاصة، حيث تمزج بين عراقة المكان وأصالة الأنغام، وتقدم تجربة ثقافية متكاملة للجمهور في حوار فني فريد يجمع 14 من كبار الفنانين على مدى ثلاثة أسابيع.
جولة عالمية تعكس التأثير العابر للحدود
يمتد تأثير فنان العرب ليتجاوز الحدود المحلية، حيث تحظى حفلاته بحضور جماهيري كبير في مختلف العواصم العربية والعالمية، مما يعكس دوره كسفير للأغنية السعودية والثقافة العربية.
لقاء الأحبة في مملكة البحرين
في 26 ديسمبر، سيكون الجمهور على موعد مع ليلة خليجية بامتياز على مسرح الدانة في مملكة البحرين. لا يمثل هذا الحفل مجرد حدث فني، بل هو تأكيد على عمق الروابط الثقافية والأخوية التي تجمع بين شعبي المملكتين، ويستقطب محبيه من البحرين ودول الخليج المجاورة.
مسك الختام في عاصمة الضباب لندن
ويختتم محمد عبده جولته بحفل أسطوري في لندن يوم 30 ديسمبر، في القاعة الكبرى بفندق جروفنر هاوس. يكتسب هذا الحفل أهمية دولية، حيث يتيح للجاليات العربية في أوروبا فرصة للتواصل مع جذورها الثقافية، كما يقدم الفن العربي الراقي للجمهور العالمي، مبرزاً الدور الدبلوماسي الثقافي الذي يلعبه فنان العرب في بناء جسور التواصل بين الحضارات.
يأتي هذا النشاط الفني المكثف تتويجاً لمسيرة حافلة، خاصة بعد تكريمه بلقب “شخصية العام الثقافية” من قبل وزارة الثقافة السعودية، وهو تقدير رسمي لمكانته كرمز ثقافي وطني أثرى المشهد الفني العربي بإبداعاته الخالدة.