في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتمكين الشباب عالمياً، تحولت العاصمة الرياض إلى وجهة رئيسية للمبدعين وصناع التغيير، حيث أطلق منتدى مسك العالمي مبادرته النوعية “20 مبادرة لشباب تحت 30”. تهدف هذه المبادرة إلى احتضان الطاقات الشابة التي تجاوزت حدود الأفكار التقليدية لتصنع أثراً ملموساً في مجالات التقنية، الاستدامة، والثقافة، موفرةً لهم منصة عالمية تنقل ابتكاراتهم من النطاق المحلي إلى آفاق العالمية.
سياق تاريخي: مؤسسة مسك ورؤية التمكين
تأتي هذه المبادرة كامتداد طبيعي لرؤية مؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، التي أسسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في عام 2011. منذ تأسيسها، أخذت المؤسسة غير الربحية على عاتقها مهمة تشجيع التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب، لضمان مستقبل مشرق للمملكة والعالم. ويُعد منتدى مسك العالمي أحد أبرز منصات المؤسسة التي تعمل كجسر حيوي يربط الشباب السعودي بنظرائهم حول العالم، لتبادل الخبرات واستعراض التجارب الناجحة.
تفاصيل المبادرة ومجالات التأثير
تستهدف المبادرة الفئة العمرية من 14 إلى 29 عاماً، ممن يمتلكون رؤية مستقبلية واضحة وتجارب مثبتة في ريادة الأعمال أو العمل المجتمعي. وقد ركزت المبادرة على ستة مجالات حيوية تشكل عصب المستقبل، وهي:
- التقنية والابتكار.
- القيادة المستدامة.
- الثقافة والفنون والإبداع.
- الصحة والرياضة وجودة الحياة.
- الأثر الاجتماعي.
- المواطنة العالمية.
هذه المجالات لا تعكس فقط احتياجات السوق الحالية، بل تنسجم تماماً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر يعتمد على المعرفة والابتكار.
رحلة الاختيار والأثر المتوقع
لم يكن الطريق إلى القائمة النهائية سهلاً، حيث شهدت المبادرة تنافساً شديداً بين أكثر من 4,000 مشروع متقدم من مختلف دول العالم. خضعت هذه المشاريع لمراحل تقييم دقيقة شملت التحقق من الأهلية، ومقابلات فردية، وتقييماً للأثر المجتمعي والتقني، لينتهي المطاف باختيار 20 فائزاً أثبتوا جدارتهم الاستثنائية.
يحصل الفائزون على حزمة من المزايا الاستراتيجية، تشمل الانضمام إلى شبكة خريجي برامج مسك، والوصول المباشر إلى قادة الفكر وصناع القرار، بالإضافة إلى فرص الظهور الإعلامي وبناء شراكات مع مؤسسات دولية. هذا الدعم لا يقتصر على الجانب المعنوي، بل يمتد ليشمل التوجيه المهني الذي يضمن استدامة مشاريعهم وتوسع نطاق تأثيرها، مما يعزز من مكانة المملكة كحاضنة عالمية للابتكار والشباب.