
في خطوة تعزز مكانة الرياض كعاصمة ثقافية وفنية في المنطقة، أطلق معهد ”مسك للفنون“، التابع لمؤسسة محمد بن سلمان غير الربحية ”مسك“، فعاليات النسخة التاسعة من ”أسبوع مسك للفنون“ في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون. ويأتي هذا الحدث السنوي ليؤكد التزام المؤسسة المستمر بدعم المشهد الفني المتنامي في المملكة العربية السعودية.
سياق ثقافي ورؤية طموحة
منذ انطلاقه لأول مرة في عام 2017، تحول ”أسبوع مسك للفنون“ إلى منصة محورية في المشهد الثقافي السعودي، مواكباً للتحولات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030 التي تولي الثقافة والفنون اهتماماً بالغاً بوصفها أحد ركائز جودة الحياة وتنويع الاقتصاد. ولا يقتصر دور هذا الأسبوع على العرض الفني فحسب، بل يمثل جسراً يربط بين الأصالة والمعاصرة، ويعكس التطور المتسارع للحراك الفني في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يسعى المعهد لتمكين الفنانين المحليين والإقليميين من خلال توفير مساحات للعرض والنقد والحوار البناء.
أبرز فعاليات النسخة التاسعة
تتميز نسخة هذا العام ببرنامج ثري يمتد لستة أيام، يجمع بين المعارض الفنية، العروض الحية، وورش العمل التفاعلية. ومن أبرز المحطات في هذه النسخة:
- معرض ”الفن عبر الخليج العربي“: يستعرض هذا المعرض أكثر من 150 عملاً فنياً لأكثر من 70 فناناً، مسلطاً الضوء على الهوية الخليجية المشتركة والتحولات العمرانية والاجتماعية في المنطقة، وكيفية تفاعل الفنانين مع جدلية الحداثة والتقاليد.
- معرض ”ظرف مكان“: يقدم قراءة فنية للعلاقة بين الإنسان وبيئته الطبيعية (الأرض، البحر، السماء) بمشاركة أكثر من 20 فناناً خليجياً، متناولاً قضايا ملحة مثل التغير المناخي والذاكرة الثقافية.
- سوق الفن والتصميم: يعد هذا السوق رافداً للاقتصاد الإبداعي، حيث يتيح لأكثر من 90 مبدعاً عرض وبيع أعمالهم، مما يعزز من مفهوم اقتناء الفن ويدعم استدامة الممارسات الفنية.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
لا تنحصر أهمية ”أسبوع مسك للفنون“ في الجانب الجمالي، بل تمتد لتشمل أثراً اقتصادياً واجتماعياً ملموساً. فمن خلال مبادرات مثل ”سوق الفن والتصميم“ وبرامج الإقامة الفنية، يساهم الحدث في خلق فرص اقتصادية للمبدعين، ويعزز من نمو سوق الفن في المنطقة. كما يلعب دوراً تعليمياً حيوياً من خلال استهداف أكثر من 600 طالب وطالبة ضمن برامج الزيارات المدرسية، مما يساهم في تنشئة جيل جديد يتذوق الفنون ويدرك قيمتها.
شراكات استراتيجية لتعزيز الهوية
تأتي هذه النسخة بدعم من شركاء استراتيجيين، في مقدمتهم البنك الأهلي السعودي، وبتكامل مع جهود وزارة الثقافة وهيئة التراث، خاصة في تفعيل مبادرة ”عام الحرف اليدوية“. حيث تم تخصيص مساحات للحرفيين السعوديين لتقديم موروثهم بأسلوب معاصر، مما يعكس التناغم بين الحفاظ على التراث والانفتاح على الفنون الحديثة.
ختاماً، يرسخ أسبوع مسك للفنون 2025 مكانته كمنارة للإبداع، فاتحاً أبوابه للجمهور لاستكشاف عوالم فنية جديدة، ومؤكداً على أن الفن لغة عالمية قادرة على بناء الجسور وتعزيز التفاهم الإنساني.


