يعكف المدرب الإسباني ميشيل غونزاليس، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية، على استغلال فترة التوقف الدولي الحالية بشكل مثالي، لإعادة ترتيب أوراق الفريق وتصحيح الأخطاء الفنية التي ظهرت في المباريات الأخيرة. وتأتي هذه الفترة بالتزامن مع مشاركة المنتخب السعودي (الأخضر) في بطولة كأس العرب المقامة في قطر حتى الثامن عشر من شهر ديسمبر الجاري، مما يمنح الجهاز الفني فرصة ذهبية لالتقاط الأنفاس ومعالجة السلبيات بعيداً عن ضغط المباريات المتتالية.
ويركز غونزاليس وجهازه المعاون خلال التدريبات الحالية على الجوانب التكتيكية والبدنية، بهدف تجاوز آثار الخروج المرير من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام النادي الأهلي. فعلى الرغم من الأداء البطولي الذي قدمه لاعبو القادسية في تلك المباراة وصمودهم طوال الأشواط الأصلية والإضافية، إلا أن ركلات الترجيح ابتسمت للراقي، مما ترك رغبة قوية لدى المدرب الإسباني في تحويل هذا الأداء الجيد إلى نتائج إيجابية ملموسة في بطولة الدوري.
وتكتسب فترة التوقف الحالية أهمية قصوى لنادي القادسية، حيث يسعى غونزاليس لضمان تواجد الفريق في مركز متقدم بسلم ترتيب دوري روشن للمحترفين. ويأتي هذا الطموح متسقاً مع التطور الكبير الذي تشهده الكرة السعودية، حيث لم يعد البقاء في المناطق الدافئة كافياً للأندية التاريخية مثل القادسية، خاصة في ظل الدعم الكبير والثقة الممنوحة للمدرب من قبل مجلس إدارة النادي، التي تنتظر مردوداً فنياً يوازي الإمكانيات المتوفرة.
وفي سياق التحضير للمرحلة المقبلة، يولي الجهاز الفني اهتماماً خاصاً للمواجهة المرتقبة التي ستجمع القادسية بجاره الاتفاق عقب انتهاء فترة التوقف، وذلك ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري. وتعد هذه المباراة ذات طابع خاص وحساسية جماهيرية كبيرة كونها تمثل "ديربي الشرقية"، حيث يتجاوز الفوز فيها مجرد حصد النقاط الثلاث إلى تعزيز الزعامة الإقليمية في المنطقة الشرقية ورفع الروح المعنوية للاعبين والجماهير على حد سواء.
الجدير بالذكر أن الدوري السعودي للمحترفين يشهد تنافساً محموماً هذا الموسم، مما يجعل كل نقطة غالية، وهو ما يدركه ميشيل غونزاليس جيداً، ساعياً لتجهيز كتيبته بأفضل شكل ممكن لاستئناف المشوار بقوة وثبات نحو المراكز الأولى.