ميسي يقود إنتر ميامي لأول لقب في الدوري الأميركي

في ليلة لن تمحى من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة في الولايات المتحدة، قاد الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي فريقه إنتر ميامي لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، بالظفر بلقب الدوري الأميركي لكرة القدم (MLS) للمرة الأولى في تاريخ النادي. جاء هذا التتويج المستحق بعد فوز مثير على نظيره فانكوفر وايتكابس بنتيجة 3-1، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب الفريق في ميامي وسط حضور جماهيري غفير.

بصمة ميسي الحاسمة رغم غياب الأهداف

على الرغم من أن النجم الأرجنتيني البالغ من العمر 38 عاماً لم يهز الشباك بنفسه في هذه الموقعة الختامية، إلا أن سحره كان حاضراً بقوة كصانع للألعاب. ساهم ميسي بتمريرتين حاسمتين كانتا كفيلتين بقلب موازين المباراة؛ حيث أهدى كرة متقنة لمواطنه رودريغو دي بول ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 71، قبل أن يعود في الوقت القاتل (90+6) ليصنع الهدف الثالث لتاديو أليندي بلمسة فنية رائعة، مؤكداً بذلك انتصار فريقه.

تحقيق حلم بيكهام ومشروع إنتر ميامي

لم يكن هذا الفوز مجرد مباراة كرة قدم، بل كان تتويجاً لمشروع طويل الأمد قاده النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام، المالك المشارك للنادي. وفي تصريحات مؤثرة عقب المباراة، قال بيكهام: "كانت هناك ليالٍ كثيرة بلا نوم، لكنني كنت دائماً مؤمناً بفكرة إيصال الفريق إلى هنا. وعدنا جماهيرنا بالنجاح وجلب أفضل اللاعبين، واليوم أوفينا بالوعد". يعكس هذا التصريح النقلة النوعية التي أحدثها النادي، ليس فقط على المستوى الفني، بل كعلامة تجارية عالمية جذبت أنظار العالم للدوري الأميركي.

تفاصيل المواجهة وصراع النجوم

المباراة التي أقيمت غداة سحب قرعة مونديال 2026، شهدت صراعاً بين جيلين من العمالقة، حيث واجه ميسي خصمه الألماني المخضرم توماس مولر الذي انضم لصفوف فانكوفر حديثاً. بدأ ميامي المباراة بتقدم مبكر عبر هدف عكسي من إيديير أوكامبو في الدقيقة الثامنة. ورغم سيطرة فانكوفر على مجريات الشوط الثاني وتسجيل هدف التعادل عبر الكندي علي أحمد في الدقيقة 60، وتهديدهم للمرمى بثلاث كرات في القائم، إلا أن خبرة رفاق ميسي حسمت اللقب.

نهاية حقبة وبداية أخرى

حملت المباراة طابعاً وداعياً مؤثراً، حيث شكلت الختام المثالي للمسيرة الاحترافية للنجمين الإسبانيين جوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس، اللذين أعلنا اعتزالهما بنهاية الموسم، ليسدلا الستار على مسيرة حافلة بالألقاب بدأت في برشلونة وانتهت بمنصة تتويج في ميامي. وبهذا اللقب، يضيف ميسي كأساً جديدة لخزائنه الممتلئة، بعد تاريخ حافل في الدوري الإسباني والفرنسي، موجهاً أنظار العالم نحو الولايات المتحدة التي تستعد لاستضافة أكبر محفل كروي عالمي في 2026.