أعلنت إدارة النادي الأهلي السعودي، مساء يوم أمس الخميس، عن خطوة استراتيجية هامة لتدعيم استقرار الفريق الأول لكرة القدم، وذلك بتمديد التعاقد مع المدافع التركي الدولي ميريح ديميرال، ليستمر في الدفاع عن ألوان "الراقي" حتى عام 2029. يأتي هذا القرار تتويجاً لمسيرة حافلة قدمها اللاعب منذ وصوله إلى جدة، وتأكيداً على رغبة النادي في الحفاظ على ركائزه الأساسية للمنافسة على كافة الأصعدة المحلية والقارية.
من الكالتشيو إلى دوري روشن: بداية الرحلة
كان النادي الأهلي قد نجح في الظفر بخدمات المدافع الصلب، البالغ من العمر 27 عاماً حالياً، قادماً من صفوف فريق أتالانتا الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية لموسم 2023/2024. جاءت هذه الصفقة في وقت شهد فيه الدوري السعودي تحولاً تاريخياً باستقطاب نجوم الصف الأول عالمياً، حيث كان ديميرال أحد الأسماء التي راهن عليها المشروع الرياضي السعودي لرفع جودة المنافسة، مستفيداً من خبراته السابقة مع أندية كبرى مثل يوفنتوس وساسولو في الدوري الإيطالي.
لغة الأرقام: ماذا قدم ديميرال مع الأهلي؟
لم يكن طريق ديميرال مفروشاً بالورود، بل جاء نتاج عمل متصاعد تعكسه الإحصائيات الرسمية لمسيرته مع القلعة الخضراء:
- الموسم الأول (2023/24): كانت مرحلة التكيف، حيث شارك في 21 مباراة، سجل خلالها هدفاً وصنع آخر، وحصل على 4 بطاقات صفراء وبطاقة حمراء واحدة، بإجمالي دقائق لعب بلغ 1681 دقيقة.
- الموسم الثاني (2024/25): شهد انفجاراً في الأداء والاعتمادية، إذ تضاعفت مشاركاته لتصل إلى 44 مباراة. أظهر خلالها نزعة هجومية بتسجيل هدف وصناعة 3 أهداف، بينما نال 9 بطاقات صفراء وبطاقة حمراء واحدة خلال 3807 دقيقة لعب، مما يعكس دوره القيادي في الخط الخلفي.
- الموسم الثالث (2025/26): يواصل اللاعب حضوره الأساسي، حيث شارك حتى لحظة التجديد في 16 مباراة، سجل فيها هدفاً وحصل على بطاقتين صفراويتين خلال 1387 دقيقة.
إنجازات ذهبية وعودة لمنصات التتويج
لم تقتصر مساهمة "الجنرال التركي" على الأرقام الفردية فحسب، بل ترجم هذا التألق إلى بطولات ملموسة أعادت البسمة لجماهير الأهلي. فخلال هذه الرحلة، ساهم ديميرال بفعالية في حصد لقبين غاليين؛ وهما دوري أبطال آسيا للنخبة، اللقب القاري الذي أعاد الأهلي للواجهة الآسيوية، وكأس السوبر السعودي، مما يبرهن على عقلية الفوز التي أضافها اللاعب لغرفة الملابس.
القيمة الفنية والاستراتيجية للتجديد
يُعد تمديد عقد ديميرال رسالة واضحة من إدارة الأهلي حول الاستقرار الفني. يتميز اللاعب بقوة الالتحامات الهوائية، والقدرة على بناء اللعب من الخلف، والشراسة الدفاعية التي اكتسبها من المدرسة الإيطالية. كما أن صغر سنه نسبياً (27 عاماً) يعني أنه يدخل سنوات نضجه الكروي بقميص الأهلي، مما يجعله استثماراً طويل الأمد وقائداً مستقبلياً لخط الدفاع في ظل التحديات المتزايدة في البطولات المحلية والخارجية.