مرة أخرى، يجد المدافع التركي ميريح ديميرال، لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي السعودي، نفسه في عين العاصفة بعد خطأ جديد كلف فريقه هدفاً في مباراة حاسمة. هذه المرة، كان مسرح الحدث هو ملعب الإنماء خلال مواجهة القادسية في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث أدى سوء تعامله مع كرة عرضية إلى وصولها لمهاجم الخصم، الذي لم يتردد في إيداعها شباك الحارس السنغالي إدوارد ميندي، معقداً من مهمة فريقه في المباراة.
خلفية الصفقة وتوقعات الجماهير
وصل ديميرال إلى جدة في صيف 2023 قادماً من أتالانتا الإيطالي، بعد مسيرة لافتة شملت اللعب في صفوف عملاق إيطاليا يوفنتوس. جاء انتقاله كجزء من ثورة الانتقالات الكبرى التي شهدها دوري روشن للمحترفين، حيث استقطب الأهلي، العائد حديثاً لدوري الأضواء، كوكبة من النجوم العالميين مثل رياض محرز، روبيرتو فيرمينو، وفرانك كيسييه. بُنيت آمال عريضة على الدولي التركي ليكون صخرة الدفاع التي تمنح الفريق الصلابة اللازمة للمنافسة على الألقاب، نظراً لخبرته الأوروبية الكبيرة وقوته البدنية المعروفة.
سلسلة من الأخطاء المؤثرة
لم يكن الخطأ في مباراة الكأس حدثاً معزولاً، بل جاء استمراراً لسلسلة من الهفوات التي ارتكبها اللاعب منذ بداية الموسم. ففي العديد من مباريات دوري روشن، تسببت أخطاء ديميرال في استقبال شباك الأهلي لأهداف سهلة، مما أفقد الفريق نقاطاً ثمينة في سباق المنافسة المحتدم على صدارة الترتيب. هذه الأخطاء، التي تتراوح بين سوء التمركز والتمريرات الخاطئة في مناطق خطرة، أثارت حفيظة الجماهير الأهلاوية التي كانت تتوقع أداءً أكثر ثباتاً من لاعب بقيمته وخبرته.
التأثير على طموحات الفريق ومستقبل اللاعب
تضع هذه الأخطاء المتكررة ضغطاً كبيراً على المدرب الألماني ماتياس يايسله، الذي يسعى لبناء فريق متكامل قادر على تحقيق طموحات الإدارة والجماهير. فبينما يمتلك الفريق قوة هجومية ضاربة، أصبحت الثغرات الدفاعية مصدر قلق حقيقي يهدد استقرار النتائج. إن استمرار هذا الأداء من ديميرال قد يؤثر سلباً على مسيرة الفريق في البطولات المحلية، خاصة في كأس الملك الذي يمثل فرصة كبيرة للأهلي لإنقاذ موسمه بلقب كبير. وعلى الصعيد الشخصي، يواجه ديميرال تحدياً كبيراً لاستعادة ثقته ومستواه المعهود، وإثبات أنه كان الصفقة المناسبة لقلب دفاع “الراقي”، قبل أن يتحول من حل مرتقب إلى مشكلة مستمرة.