أشاد المدرب الإسباني شابي ألونسو، في تصريحات صحفية أدلى بها يوم السبت، بالأداء الخرافي الذي يقدمه النجم الفرنسي كيليان مبابي، مؤكداً أن قائد المنتخب الفرنسي بات "على وشك دخول تاريخ ريال مدريد" من أوسع أبوابه، ليضع نفسه في مصاف الأساطير، وعلى رأسهم مثله الأعلى، البرتغالي كريستيانو رونالدو.
أرقام فلكية تقترب من إنجاز 2013
يعيش كيليان مبابي فترة زاهية وموسماً استثنائياً على الصعيد الإحصائي، حيث تشير الأرقام إلى تسجيله 55 هدفاً بقميص النادي الملكي خلال عام 2025. وبهذا المعدل التهديفي المرعب، لم يعد يفصل النجم الفرنسي سوى أربعة أهداف فقط لمعادلة الرقم القياسي الصامد الذي حققه كريستيانو رونالدو في عام 2013، حينما سجل 59 هدفاً، وهو الرقم الأفضل لأي هداف في تاريخ ريال مدريد خلال سنة تقويمية واحدة.
وقد أصبح صاحب القميص رقم 10 في صفوف "الميرينغي" مادة دسمة للصحافة الإسبانية والعالمية، التي بدأت تعقد مقارنات متزايدة بينه وبين "صاروخ ماديرا"، ليس فقط بسبب غزارة الأهداف، بل بفضل التأثير القيادي المتنامي الذي يفرضه مبابي على منظومة الفريق والنتائج الحاسمة في الأوقات الصعبة.
ألونسو: مبابي يمتلك طموح الأساطير
وفي مؤتمر صحفي عقده عشية المواجهة المرتقبة أمام سلتا فيغو في الدوري الإسباني، قال ألونسو: "كيليان على وشك دخول تاريخ ريال مدريد كما فعل كريستيانو. الأمر لا يتعلق فقط بأهميته الفنية داخل المستطيل الأخضر، بل يتعداه إلى الطموح الهائل الذي ينقله لزملائه وعدد الأهداف التي يسجلها باستمرار".
وأضاف المدرب الخبير بخبايا البيت المدريدي: "كيليان من بين المختارين في عالم كرة القدم. لديه رغبة جامحة ليس فقط في تقديم أداء جيد، بل في التأثير الإيجابي على من حوله. هذا هو القاسم المشترك الأبرز مع كريستيانو: تلك الطموحات المعدية التي تلهم بقية الفريق للقتال. أنا أرى بالفعل أوجه تشابه واضحة بين الاثنين في العقلية والاحترافية".
إرث رونالدو وتحديات المستقبل
تكتسب هذه المقارنة أهمية خاصة بالنظر إلى الإرث الثقيل الذي تركه كريستيانو رونالدو في "سانتياغو برنابيو"، حيث يتربع النجم البرتغالي (لاعب النصر السعودي حالياً) على عرش الهداف التاريخي لريال مدريد برصيد إعجازي بلغ 450 هدفاً في 438 مباراة. محاولة مبابي للاقتراب من هذه الأرقام تعكس حجم الموهبة والمسؤولية الملقاة على عاتقه.
وكان مبابي قد توج سابقاً بالحذاء الذهبي الأوروبي وحصد لقب هداف الدوري الإسباني في الموسم الماضي برصيد 31 هدفاً. وفي الموسم الحالي، يسير بوتيرة أسرع وأكثر فتكاً، إذ سجل 16 هدفاً في أول 15 جولة من الليغا، بالإضافة إلى تسعة أهداف حاسمة في خمس مباريات بدوري أبطال أوروبا.
أسبوع الحسم: بين الليغا ودوري الأبطال
سيكون النجم البالغ من العمر 26 عاماً على موعد مع التاريخ يوم الأحد أمام سلتا فيغو (صاحب المركز 12 برصيد 16 نقطة)، حيث تمثل المباراة فرصة ذهبية للاقتراب أكثر من رقم رونالدو القياسي لعام 2013. وتأتي هذه المباراة كبروفة نهائية قبل الملحمة الكروية المنتظرة يوم الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، حيث يصطدم ريال مدريد بنظيره مانشستر سيتي الإنجليزي، بقيادة المدرب بيب غوارديولا والهداف النرويجي إرلينغ هالاند، في مواجهة قد تحدد ملامح الموسم الأوروبي.