في خطوة استراتيجية جديدة تعكس النمو المتسارع للقطاع اللوجستي في المملكة العربية السعودية، أعلنت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عن إضافة خدمة الشحن الملاحية الجديدة "JEBEL ALI MIDDLE EAST EXPRESS" التابعة لشركة "CMA CGM" العالمية الرائدة في مجال الشحن والخدمات اللوجستية، إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام.
تعزيز الربط الخليجي وتفاصيل الخدمة
تأتي هذه الخطوة لتعمل كشريان حيوي جديد يربط موانئ الخليج العربي ببعضها البعض، حيث ستعمل خدمة الشحن الجديدة على ربط ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام بمجموعة من الموانئ المحورية في المنطقة، وهي ميناء الشويخ في دولة الكويت، وميناء خليفة بن سلمان في مملكة البحرين، بالإضافة إلى ميناء خليفة في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتتميز هذه الخدمة بطاقة استيعابية تصل إلى (2,202) حاوية قياسية، مما يضمن تدفقاً سلساً للبضائع ويدعم سلاسل الإمداد الإقليمية.
سياق استراتيجي: رؤية 2030 والخدمات اللوجستية
لا يعد هذا الإعلان حدثاً معزولاً، بل يأتي في صلب الحراك الاقتصادي الضخم الذي تشهده المملكة تماشياً مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية المنبثقة عن رؤية السعودية 2030. وتهدف هذه الاستراتيجية الطموحة إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي ومحور لربط القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا، وأوروبا). وتعمل "موانئ" بشكل حثيث على رفع الطاقة الاستيعابية للموانئ السعودية وتحسين الكفاءة التشغيلية لضمان تنافسية المملكة في مؤشرات الأداء اللوجستي العالمية (LPI).
ميناء الملك عبدالعزيز: بوابة المملكة الشرقية
يكتسب هذا الحدث أهميته من المكانة المحورية لميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، الذي يُعد الميناء الرئيس للمملكة على ساحل الخليج العربي، والبوابة الأساسية لدخول البضائع من مختلف أنحاء العالم إلى المناطق الشرقية والوسطى من المملكة. يتميز الميناء ببنية تحتية متطورة ومرافق لوجستية متكاملة تجعل منه وجهة جاذبة للخطوط الملاحية العالمية الكبرى. ويمتلك الميناء (43) رصيفاً مكتملة الخدمات والتجهيزات، قادرة على استقبال السفن العملاقة، بطاقة استيعابية ضخمة تصل إلى (105) ملايين طن من البضائع والحاويات سنوياً.
الأثر الاقتصادي المتوقع
من المتوقع أن يسهم إطلاق هذه الخدمة في تعزيز حركة الصادرات الوطنية السعودية، وتسهيل وصول المنتجات المحلية إلى الأسواق المجاورة، بالإضافة إلى تقليل المدة الزمنية للشحن بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما يعكس هذا التوسع ثقة الشركات العالمية، مثل "CMA CGM"، في متانة الاقتصاد السعودي وكفاءة البنية التحتية للموانئ، مما يبشر بمزيد من الشراكات الاستراتيجية التي تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.


