في خطوة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي، أعلنت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عن إضافة خدمة الشحن الملاحية الجديدة "JEBEL ALI MIDDLE EAST EXPRESS" التابعة لشركة "CMA CGM" الفرنسية الرائدة عالمياً، إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام. وتأتي هذه الخطوة لتؤكد التزام الهيئة بتطوير خدماتها ورفع كفاءة عملياتها التشغيلية بما يواكب المتغيرات العالمية في قطاع النقل البحري.
تفاصيل الخدمة ومسار الرحلة
تعمل خدمة الشحن الجديدة على ربط ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام بشبكة حيوية من الموانئ الخليجية، تشمل ميناء الشويخ في دولة الكويت، وميناء خليفة بن سلمان في مملكة البحرين، وصولاً إلى ميناء خليفة في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتتميز هذه الخدمة بطاقة استيعابية تصل إلى (2,202) حاوية قياسية، مما يسهم بشكل مباشر في دعم انسيابية حركة التجارة البينية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتسهيل تدفق البضائع وسلاسل الإمداد في المنطقة.
سياق الاستراتيجية الوطنية للنقل
يأتي هذا الإنجاز متسقاً تماماً مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقها سمو ولي العهد، والتي تهدف لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا، وأوروبا). وتسعى "موانئ" من خلال هذه الشراكات مع الخطوط الملاحية العالمية إلى تعزيز تصنيف المملكة في مؤشرات الأداء اللوجستي العالمية، ورفع الطاقة الاستيعابية للموانئ السعودية لتتمكن من استيعاب الزيادة المطردة في حجم الصادرات والواردات الوطنية.
ميناء الملك عبدالعزيز: بوابة الخليج التجارية
يُعد ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام الميناء الرئيسي للمملكة على ساحل الخليج العربي، ويمثل شرياناً حيوياً للاقتصاد الوطني. يتميز الميناء ببنية تحتية متطورة ومرافق لوجستية متكاملة تجعل منه وجهة جاذبة للشركات الدولية الكبرى. ويمتلك الميناء (43) رصيفاً مكتملة الخدمات والتجهيزات، قادرة على استقبال السفن العملاقة، بطاقة استيعابية ضخمة تصل إلى (105) ملايين طن من البضائع والحاويات سنوياً. كما يرتبط الميناء بشبكة قطارات متطورة تساعد في نقل البضائع إلى الميناء الجاف بالرياض، مما يعزز من كفاءة الربط بين شرق المملكة ووسطها.
الأثر الاقتصادي المتوقع
من المتوقع أن تسهم هذه الخدمة الجديدة في تقليل المدة الزمنية للشحن بين موانئ المنطقة، وخفض التكاليف التشغيلية للمصدرين والمستوردين، مما ينعكس إيجاباً على تنافسية المنتجات السعودية في الأسواق الخارجية. كما أن جذب شركات عالمية بحجم "CMA CGM" يعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد السعودي والبيئة الاستثمارية في قطاع الموانئ، مما يمهد الطريق لمزيد من الشراكات الاستراتيجية مستقبلاً.


