في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي رائد في قطاع النقل الجوي، أثرى “تجمع مطارات الثاني” مشاركته كراعٍ استراتيجي في معرض الطيران العام السعودي “ساند آند فن 2025”. وقد شكلت هذه المشاركة منصة حيوية لعرض رؤية التجمع المستقبلية، التي ترتكز على الابتكار والتحول الرقمي، وتوقيع شراكات نوعية تسهم في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران المنبثقة من رؤية المملكة 2030.
خلفية استراتيجية: قطاع الطيران في قلب رؤية 2030
يأتي هذا التحرك في سياق التحول الشامل الذي يشهده قطاع الطيران السعودي. فمع إطلاق رؤية 2030، وضعت المملكة أهدافاً طموحة لتحويلها إلى مركز لوجستي عالمي يربط ثلاث قارات، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمسافرين إلى 330 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030. ولتحقيق ذلك، تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للطيران التي تضمنت إعادة هيكلة شاملة للقطاع، بما في ذلك تأسيس “تجمع مطارات الثاني” الذي يتولى إدارة وتشغيل 22 مطاراً في مختلف أنحاء المملكة، بهدف رفع كفاءتها التشغيلية وتحسين تجربة المسافرين وفقاً لأعلى المعايير الدولية.
الابتكار وتجربة المسافرين
وخلال فعاليات المعرض، استعرض “تجمع مطارات الثاني” عبر جناحه المتميز مفهوم “التجربة التشغيلية” المبتكرة، والذي يهدف إلى تبسيط الإجراءات وتوظيف أحدث التقنيات الرقمية لتوفير رحلة سلسة وفعالة للمسافرين. كما تم تسليط الضوء على المشروعات التطويرية الضخمة في المطارات التابعة له، وأبرزها مشروع مطار جازان الجديد الذي سيرفع الطاقة الاستيعابية إلى 5.4 ملايين مسافر سنوياً على مساحة 57 ألف متر مربع، ومزود بمرافق متطورة تشمل 32 منصة لإنهاء الإجراءات و13 بوابة صعود للطائرات، مما يدعم النمو الاقتصادي والسياحي المتسارع في المنطقة الجنوبية.
بالإضافة إلى ذلك، تم عرض مشروع تطوير مطار الجوف الذي رفع طاقته الاستيعابية إلى 1.6 مليون مسافر سنوياً، مع بنية تحتية متقدمة تواكب الزيادة المتوقعة في حركة المسافرين وتعزز الربط الجوي في المناطق الشمالية من المملكة.
شراكات نوعية لمستقبل النقل الجوي
لم تقتصر المشاركة على العرض فقط، بل شهدت توقيع مذكرات تفاهم استراتيجية ستلعب دوراً محورياً في مستقبل القطاع. حيث وقع التجمع مذكرة تعاون مع نادي الطيران السعودي لوضع إطار عمل مشترك لدعم منظومة الفعاليات والبرامج المرتبطة بالطيران، مما يسهم في تنمية ثقافة الطيران العام وتطوير المواهب الوطنية.
وكانت الشراكة الأبرز هي توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “بوينج” العالمية، لبحث الفرص المستقبلية في حلول النقل الجوي المتقدم (AAM) في المطارات التابعة للتجمع. وتفتح هذه المذكرة الباب أمام دراسة تطبيق تقنيات ثورية مثل “التاكسي الجوي” والطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL)، وهو ما يضع مطارات المملكة في طليعة مطارات العالم التي تتبنى حلول النقل المستدامة والذكية.
الأثر المحلي والدولي
إن هذه الجهود لا تعزز فقط البنية التحتية للنقل الجوي محلياً، بل تحمل أبعاداً إقليمية ودولية هامة. فعلى الصعيد الإقليمي، ترسخ هذه المشاريع والشراكات مكانة السعودية كقوة مؤثرة في صناعة الطيران في الشرق الأوسط. أما دولياً، فهي تبعث برسالة واضحة حول التزام المملكة بالابتكار والانفتاح على الشراكات العالمية، مما يجذب المزيد من الاستثمارات ويعزز تنافسية قطاع الطيران السعودي على الساحة العالمية.
