في مباراة حاسمة ومثيرة على ملعب الاتحاد، نجح مانشستر سيتي في تحقيق فوز صعب وثمين على ضيفه ليدز يونايتد بنتيجة 2-1، ضمن منافسات الجولة 35 من الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2022-2023. هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان خطوة عملاقة نحو حسم لقب “البريميرليغ” لصالح كتيبة المدرب بيب غوارديولا، بينما زاد من معاناة ليدز في صراعه المرير للهروب من شبح الهبوط.
تفاصيل المباراة وأحداثها الدرامية
بدأ مانشستر سيتي المباراة بقوة، فارضًا سيطرته المطلقة على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى. وترجم هذه السيطرة نجم خط الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان الذي كان بطل الشوط الأول بلا منازع. ففي الدقيقة 19، تمكن غوندوغان من افتتاح التسجيل بتسديدة متقنة من على حدود منطقة الجزاء بعد تمريرة حاسمة من الجزائري رياض محرز. ولم ينتظر الجمهور طويلاً ليعود الثنائي نفسه ويهز الشباك مجددًا، حيث كرر غوندوغان السيناريو بهدف ثانٍ في الدقيقة 27 وبنفس الطريقة تقريبًا، لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق لأصحاب الأرض بهدفين نظيفين.
في الشوط الثاني، شهدت المباراة منعطفًا دراميًا. ففي الدقيقة 84، حصل مانشستر سيتي على ركلة جزاء، وأتيحت الفرصة لغوندوغان لتسجيل الهاتريك، لكنه سدد الكرة في القائم، مهدراً فرصة قتل المباراة تمامًا. وبعد دقيقة واحدة فقط، استغل ليدز يونايتد الموقف ونجح في تقليص الفارق عبر مهاجمه الإسباني رودريغو مورينو في الدقيقة 85، ليشعل الدقائق المتبقية من اللقاء ويجعلها حبلى بالتوتر. ورغم محاولات ليدز للعودة، صمد دفاع السيتي ليؤمن فوزًا كان أغلى من مجرد ثلاث نقاط.
السياق العام وأهمية المواجهة
تأتي هذه المباراة في سياق تاريخي يحمل ندية كبيرة بين الفريقين، حيث تُعرف مواجهاتهما بـ “حرب الورود” نظرًا للخلفية التاريخية بين منطقتي لانكشاير (مانشستر) ويوركشاير (ليدز). وفي الموسم المذكور، كانت الأهداف متباينة تمامًا؛ فمانشستر سيتي كان يخوض صراعًا شرسًا مع أرسنال على صدارة الترتيب، وكان أي تعثر يعني إعطاء منافسه فرصة للابتعاد باللقب. أما ليدز يونايتد، فكان يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء، حيث كانت كل نقطة تمثل طوق نجاة في معركة الهبوط المعقدة.
التأثير المحلي والدولي للنتيجة
محليًا، عزز هذا الفوز صدارة مانشستر سيتي لجدول الترتيب، موسعًا الفارق مع أرسنال ومضعفًا من آمال “الغانرز” في الفوز باللقب الغائب عن خزائنهم. كما أثبتت المباراة عمق تشكيلة السيتي وقدرتها على حسم المباريات الصعبة حتى في ظل الضغط الهائل. على الجانب الآخر، كانت الهزيمة بمثابة ضربة قاصمة لليدز يونايتد، حيث أبقته في مراكز الهبوط وزادت من صعوبة مهمته في الجولات الأخيرة، والتي انتهت بهبوطه فعليًا إلى دوري الدرجة الأولى “التشامبيونشيب”. دوليًا، تابع الملايين حول العالم هذه المواجهة لما تحمله من إثارة وتأثير مباشر على هوية بطل أحد أقوى الدوريات في العالم، مما يعكس القيمة التسويقية والجماهيرية للدوري الإنجليزي الممتاز.
