أعلنت شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس (لوبريف)، إحدى الشركات الرائدة في إنتاج زيوت الأساس عالية الجودة، عن تحقيق خطوة استراتيجية هامة تضمن استمرارية ونمو عملياتها، وذلك بعد استلامها إشعارات رسمية من وزارة الطاقة السعودية بتاريخ 1 ديسمبر. تمثل هذه الإشعارات موافقة الوزارة على تمديد وزيادة تخصيص اللقيم لمرافقها الرئيسية في مدينتي جدة وينبع، مما يعكس الثقة في الأداء التشغيلي للشركة ودورها المحوري في قطاع الطاقة بالمملكة.
تفاصيل الموافقات وتأثيرها المباشر
وفقًا للبيان الرسمي الذي نُشر على منصة “تداول السعودية”، شملت الموافقات عدة جوانب رئيسية. أولاً، حصلت الشركة على موافقة لتمديد تخصيص اللقيم لمرفقها في جدة، بكمية تبلغ 24,500 برميل يوميًا، وذلك حتى تاريخ 31 ديسمبر 2030، مع قابلية التجديد. تضمن هذه الخطوة استدامة العمليات في واحد من أقدم وأهم مرافق الشركة. ثانيًا، تم تمديد تخصيص اللقيم لمرفق ينبع بكمية 50,000 برميل يوميًا حتى 31 يناير 2038، وهو ما يوفر رؤية طويلة الأمد لاستقرار الإنتاج. والأهم من ذلك، وافقت الوزارة على زيادة تخصيص اللقيم لمرفق ينبع ليصل إلى 65,000 برميل يوميًا حتى 30 نوفمبر 2026، وهي زيادة تأتي لدعم مشروع التوسعة الثاني الطموح للشركة، الذي يهدف إلى رفع طاقتها الإنتاجية وتلبية الطلب المتزايد في الأسواق المحلية والعالمية.
السياق العام وأهمية لوبريف في قطاع الطاقة
تأسست “لوبريف” في عام 1976 كمشروع مشترك، وتطورت لتصبح اليوم إحدى الشركات التابعة لعملاق الطاقة العالمي أرامكو السعودية. تلعب الشركة دورًا حيويًا في سلسلة القيمة لقطاع التكرير والمعالجة والتسويق في المملكة، حيث تتخصص في إنتاج زيوت الأساس من الفئتين الأولى والثانية (Group I و Group II)، والتي تعتبر المكون الرئيسي في تصنيع زيوت التشحيم الصناعية وزيوت محركات المركبات. إن تأمين إمدادات اللقيم (وهو المادة الخام المستخدمة في الإنتاج، وعادة ما يكون النفط الخام أو منتجات ثانوية من مصافي التكرير) يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان استمرارية الإنتاج بجودة وكفاءة عالية.
الأثر الاستراتيجي ومواءمة رؤية 2030
تتجاوز أهمية هذه الموافقات مجرد كونه إجراءً تشغيليًا، لتلامس الأهداف الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030. فمن خلال ضمان استمرارية وزيادة الإنتاج، تساهم “لوبريف” في تعزيز المحتوى المحلي وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على صادرات النفط الخام. كما أن زيادة الطاقة الإنتاجية تعزز من مكانة المملكة كلاعب رئيسي في سوق البتروكيماويات العالمي، وتزيد من القيمة المضافة للثروات الهيدروكربونية. على الصعيد الدولي، تعزز هذه الخطوة من موثوقية “لوبريف” كمورد عالمي لزيوت الأساس، مما يدعم استقرار سلاسل الإمداد العالمية لقطاعات حيوية مثل صناعة السيارات والنقل والصناعات التحويلية التي تعتمد بشكل كبير على زيوت التشحيم عالية الجودة.