تستعد مدينة الدمام غدًا الجمعة لاستقبال حدث ثقافي وفني بارز، حيث تُطلق جمعية المسرح والفنون الأدائية فعاليات "مهرجان المونودراما"، الذي يمثل منصة إبداعية هامة للاحتفاء بفنون الأداء الفردي. ويحتضن مسرح "كواليس" بجمعية الثقافة والفنون في الدمام هذا الحدث الذي يستمر لمدة 5 أيام، وسط ترقب كبير من الأوساط الثقافية والمسرحية في المملكة.
مشاركة واسعة وتنوع جغرافي
يشهد المهرجان منافسة وحضورًا لافتًا من خلال مشاركة 10 فرق مسرحية وطنية تمثل مختلف مناطق ومحافظات المملكة، بما في ذلك الدمام، الخبر، الرياض، القطيف، جازان، الطائف، وجدة. يعكس هذا التنوع الجغرافي ثراء المشهد المسرحي السعودي ورغبة المبدعين من كافة المناطق في تقديم تجاربهم الفنية في هذا النوع المسرحي الدقيق.
فن المونودراما: التحدي والإبداع
يُعد فن "المونودراما" أحد أصعب الفنون المسرحية وأكثرها تعقيدًا، حيث يعتمد العرض بالكامل على ممثل واحد يسرد الحدث ويجسد الصراع الدرامي بمفرده. ويهدف المهرجان إلى التعريف بهذا الشكل الإبداعي الذي يركز على الأداء الفردي العميق، وقدرة الممثل على توظيف لغة الجسد، والصوت، والانفعالات لملء الفضاء المسرحي وجذب الجمهور دون الاعتماد على حوارات مع شخصيات أخرى، مما يجعله اختبارًا حقيقيًا لقدرات الممثل الأدائية.
برامج تدريبية وفعاليات مصاحبة
لا يقتصر المهرجان على العروض المسرحية فحسب، بل يسعى ليكون بيئة تعليمية وتثقيفية متكاملة. يتضمن الجدول الزمني للمهرجان برنامجًا تدريبيًا وورشة عمل متخصصة بعنوان "تقنيات الأداء في المونودراما"، تهدف لصقل مواهب الممثلين الشباب. كما ستُعقد ندوة فكرية بعنوان "ندوة الممثل الواحد.. صناعة الشريك المسرحي"، لمناقشة أبعاد هذا الفن وتحدياته. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تنظيم معرض فني يرصد تاريخ وأعمال المونودراما في المملكة، إلى جانب معرض لبوسترات الأعمال المشاركة.
دعم الحراك المسرحي ورؤية المستقبل
يأتي هذا المهرجان في سياق الحراك الثقافي المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية، والذي يهدف لتمكين المواهب الوطنية وتعزيز البنية التحتية للفنون. وفي هذا الصدد، أكد الفنان ناصر القصبي، رئيس مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية، أن المهرجان يمثل استمرارًا لمسيرة الحركة المسرحية السعودية. وأشار إلى أنه يأتي دعمًا للمبدعين الذين يكتبون بالجسد والحركة والصوت ملامح مسرحٍ يعبر عن الإنسان وقضاياه، مؤكدًا على أهمية الفن في إضاءة المساحات المعتمة ومنح المستقبل شعلة أمل لا تنطفئ.