في تصريحات حصرية لبرنامج “60 دقيقة” عبر قناة “سي بي إس” الأمريكية، كشف النجم الإسباني الصاعد لامين يامال، جوهرة نادي برشلونة، عن الأسباب التي دفعته لاختيار تمثيل منتخب إسبانيا على حساب المنتخب المغربي، مؤكداً أن طموحه للمشاركة والفوز ببطولة كأس أمم أوروبا كان العامل الحاسم في قراره.
خلفية القرار: صراع المواهب بين الأمم
وُلد يامال في منطقة روكافوندا الكاتالونية بإسبانيا لأب مغربي، منير النصراوي، وأم من غينيا الاستوائية، مما جعله مؤهلاً لتمثيل أي من الدول الثلاث. ويأتي قراره في سياق ظاهرة عالمية متزايدة، حيث تتنافس الاتحادات الكروية بقوة لجذب اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة. قرار يامال يمثل فوزاً كبيراً للاتحاد الإسباني، في حين كان بمثابة خيبة أمل للمغرب، خاصة بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه “أسود الأطلس” بالوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، وهو ما جعل المنتخب المغربي خياراً جذاباً للغاية للمواهب من أصول مغربية حول العالم.
تأثير مونديال قطر وحلم اليورو
اعترف يامال بأن فكرة اللعب للمغرب كانت تراوده بالفعل. وقال: “الحقيقة أنه كان شيئاً غريباً. نعم، كان في رأسي أنني أستطيع اللعب مع المغرب، خصوصاً وأن المغرب قد وصل لتوّه إلى نصف نهائي كأس العالم، لكن في لحظة الحقيقة لم أشك أبداً”. وأضاف موضحاً: “مع كل محبتي واحترامي للمغرب، كنت دائماً أرغب في خوض كأس أوروبا واللعب هنا في أوروبا، إذ إن كرة القدم الأوروبية تُشاهَد أكثر وأقرب إلى المستوى الدولي”.
الأهمية والتأثير: قرار أثبت صحته
لم يطل الوقت حتى أثبت يامال صحة قراره على أرض الملعب. فبعد أن بدأ مسيرته الاحترافية مع برشلونة في عمر الـ15 عاماً وتسعة أشهر، سرعان ما أصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة المنتخب الإسباني. وتوج مسيرته الدولية المبكرة بقيادة إسبانيا للفوز بلقب كأس أمم أوروبا 2024 في ألمانيا وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، حيث حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، ليحقق بذلك الحلم الذي بنى عليه قراره. هذا النجاح عزز مكانته كأحد أبرز المواهب في العالم ورسخ اسمه في تاريخ الكرة الإسبانية.
هوية مزدوجة واحترام للأصول
على الرغم من اختياره لإسبانيا، أكد يامال على ارتباطه العميق بأصوله المغربية. وتابع قائلاً: “سأظل دائماً أكنّ المحبّة للمغرب فهو أيضاً بلدي. الحقيقة أنه لم يكن ليكون شيئاً غريباً أو سيئاً لو لعبت معهم، لكن إسبانيا كانت تلعب كأس أوروبا، وقد تربّيت في إسبانيا وأشعر أيضاً أنها بلدي”. وبينما حقق حلمه الأوروبي، يتطلع يامال الآن إلى الهدف الأكبر: “كنت أريد الفوز بكأس أوروبا التي حققتها بفضل الله، والآن أرغب في لعب كأس العالم حيث هناك فرصة للفوز باللقب”.
