جهود إنسانية متواصلة لدعم الأشقاء في اليمن
يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دوره المحوري في تقديم الدعم للشعب اليمني الشقيق، عبر حزمة متنوعة من المشاريع التي تستهدف القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الصحة والأمن الغذائي والتمكين الاقتصادي. وتأتي هذه المساعدات في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة العربية السعودية للتخفيف من معاناة اليمنيين جراء الأزمة الممتدة منذ سنوات.
السياق العام للأزمة اليمنية
يعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، والتي بدأت تتفاقم بشكل كبير منذ عام 2014. وقد أدى الصراع إلى انهيار البنية التحتية وتدهور الخدمات الأساسية، مما ترك ملايين الأشخاص في حاجة ماسة للمساعدات المنقذة للحياة. وفي هذا السياق، تم تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عام 2015 ليكون الذراع الإنساني للمملكة، حيث أصبحت اليمن من أكبر ساحات عملياته، مستهدفاً تقديم الإغاثة بشكل محايد وشامل في جميع أنحاء البلاد.
خدمات طبية متخصصة لضحايا النزاع
ضمن مشاريعه الطبية النوعية، قدّم مشروع تشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب، خدماته لـ 587 مستفيدًا من مبتوري الأطراف خلال شهر أكتوبر الماضي. وقُدمت خلال المشروع 2,091 خدمة متكاملة شملت تصنيع وتركيب وتأهيل الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى جلسات العلاج الطبيعي والاستشارات التخصصية. وبلغت نسبة الذكور 66% والإناث 34%، بينما شكّل النازحون 81% من إجمالي المستفيدين، مما يعكس الأثر العميق للنزاع على حركة السكان. ويهدف هذا المشروع إلى إعادة دمج هؤلاء الأفراد في مجتمعاتهم وتمكينهم من استعادة قدراتهم على الحركة والعمل.
تعزيز الأمن الغذائي وتنمية المجتمع
وفي سياق متصل، وزّع المركز 900 كرتون تمر في مديريتي الديس الشرقية والريدة وقصيعر بمحافظة حضرموت، استفاد منها 5,400 فرد من الفئات الأكثر احتياجًا. ويأتي هذا المشروع ضمن برامج الأمن الغذائي التي ينفذها المركز لمكافحة سوء التغذية وتوفير المواد الغذائية الأساسية للأسر المتضررة.
ولم تقتصر الجهود على الإغاثة المباشرة، بل امتدت لتشمل التمكين الاقتصادي المستدام. حيث دشّن المركز حزمة برامج تدريبية للنساء وأسرهن في مدينة المكلا بحضرموت، ضمن مشروع إعادة إدماج النساء المفرج عنهن. وتضمنت الدورات مجالات متنوعة مثل الصناعات الغذائية، وصناعة العطور، والخياطة، وصيانة الهواتف الذكية، إلى جانب تدريب متخصص في ريادة الأعمال لتمكين 72 متدربة من إطلاق مشاريعهن الخاصة وتحقيق الاستقلال المالي، مما يسهم في استقرار أسرهن والمجتمع المحلي.
أهمية المساعدات وتأثيرها المستقبلي
تكتسب هذه المشاريع أهمية كبرى على الصعيدين المحلي والدولي. فعلى المستوى المحلي، تساهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح، واستعادة الأمل، وبناء قدرة المجتمع على الصمود. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإنها تعكس التزام المملكة العربية السعودية بدورها الإنساني الرائد، وتدعم جهود الاستقرار في المنطقة، وتعمل بالتوازي مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بالقضاء على الفقر والجوع وتعزيز الصحة الجيدة والتمكين الاقتصادي.