احتفاء عالمي بلغة الضاد في نيويورك
في خطوة تعكس الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فعالياته الاحتفائية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في مقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك. تمتد هذه الفعاليات المتميزة على مدار ثلاثة أيام، من 2 إلى 4 ديسمبر، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس مجلس أمناء المجمع، وبالشراكة الاستراتيجية مع وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة.
يهدف هذا الحدث الدولي إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية بوصفها إحدى اللغات الرسمية الست في الأمم المتحدة، وإبراز إسهاماتها الحضارية والثقافية على مر العصور، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على أهمية تعزيز الهوية الثقافية ومد جسور التواصل الحضاري مع العالم.
خلفية تاريخية وأهمية اليوم العالمي للغة العربية
يحتفل العالم في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية. ويعود اختيار هذا التاريخ إلى اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في عام 1973، والذي أقرت بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. جاء هذا القرار تتويجًا لجهود دبلوماسية قادتها المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، ليعترف العالم بأهمية لغة يتحدث بها مئات الملايين وتعتبر ركناً أساسياً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة عالمية لتسليط الضوء على إرث اللغة العربية الغني ودورها في إثراء العلوم والفنون والآداب العالمية.
برامج ثقافية ثرية لتعزيز الحضور الدولي
يتضمن برنامج الاحتفالية الذي ينظمه المجمع برنامجًا علميًا وثقافيًا متكاملاً، يشمل جلسات حوارية يشارك فيها نخبة من الخبراء والمختصين لمناقشة مكانة اللغة العربية في المنظمات الدولية ودورها الحيوي في بناء جسور التفاهم الثقافي العالمي. كما يقام على هامش الفعاليات معرض تعريفي يسلط الضوء على مشروعات المجمع وإصداراته العلمية والثقافية المتنوعة، بالإضافة إلى ركن خاص بالحرف اليدوية المرتبطة بالخط العربي وفنونه، مما يوفر تجربة تفاعلية غنية للحضور من مسؤولي الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء والمهتمين بالشأن اللغوي.
التأثير المتوقع ودور المملكة الريادي
أكد الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، أن هذا الاحتفال الدولي يأتي امتدادًا لدور المملكة التاريخي والريادي في دعم لغتها الأم عالميًا. وأضاف أن هذه الفعالية تجسد الشراكة المؤسسية الفاعلة بين المجمع ووفد المملكة الدائم في الأمم المتحدة، بما يعزز حضور اللغة العربية في المحافل الدولية ويبرز الجهود السعودية المستمرة في خدمتها. على الصعيد الدولي، تسهم مثل هذه المبادرات في تغيير الصور النمطية وتقديم اللغة العربية كلغة حية وديناميكية قادرة على مواكبة العصر والمساهمة في مجالات الدبلوماسية والعلوم والثقافة. كما أنها تشجع على تعلمها من قبل غير الناطقين بها، وتفتح آفاقًا جديدة للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب.