رسخت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مكانتها الريادية إقليمياً وعالمياً، بعد أن حصدت المركز الأول في تصنيف جامعات العالم العربي الصادر عن مؤسسة “تايمز للتعليم العالي” (THE) لعام 2025. ويأتي هذا الإنجاز للعام الثالث على التوالي، ليؤكد استمرارية التفوق الأكاديمي والبحثي للمملكة العربية السعودية في المحافل الدولية.
إنجاز سعودي في قمة التايمز بالأردن
تم الإعلان عن هذه النتائج المشرفة خلال فعاليات “قمة التايمز لجامعات العالم العربي 2025″، التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية. وشهدت القمة حضوراً لافتاً من قادة التعليم العالي وصناع القرار، حيث تم تسليط الضوء على التطور المتسارع الذي تشهده الجامعات في المنطقة. ويعد حفاظ “كاوست” على الصدارة لثلاث دورات متتالية (2023، 2024، 2025) دليلاً قاطعاً على نجاح استراتيجيتها المؤسسية وجودة مخرجاتها العلمية.
معايير التصنيف ودلالات التفوق
لم يأتِ هذا التصنيف من فراغ، بل استند إلى منهجية دقيقة وشاملة اعتمدتها مؤسسة “تايمز”. شمل التقييم 20 مؤشراً رئيسياً للأداء، تغطي مجالات حيوية تشمل:
- جودة البيئة التعليمية: توفير بنية تحتية متطورة تدعم التحصيل العلمي.
- البيئة البحثية: حجم الأبحاث والدخل المتأتي منها والسمعة الأكاديمية.
- جودة البحوث: ويقاس ذلك بحجم الاستشهادات وتأثيرها عالمياً.
- الارتباط بالصناعة: مدى قدرة الجامعة على نقل المعرفة وتسجيل براءات الاختراع.
- النظرة الدولية: استقطاب المواهب والتعاون البحثي العابر للحدود.
وقد حققت كاوست العلامات الكاملة أو شبه الكاملة في معظم هذه المؤشرات، متفوقة بذلك على نظيراتها في المنطقة، مما يعكس بيئة بحثية عالمية المعايير.
محرك رئيسي لرؤية السعودية 2030
يكتسب هذا الإنجاز أهمية خاصة عند وضعه في سياق التحولات الوطنية الكبرى التي تقودها المملكة. فجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لا تعمل بمعزل عن التوجهات الوطنية، بل تُعد ركيزة أساسية في منظومة البحث والتطوير والابتكار (RDI) التي أطلقها سمو ولي العهد. تساهم أبحاث الجامعة بشكل مباشر في دعم تنويع الاقتصاد الوطني والتحول نحو اقتصاد المعرفة، من خلال تقديم حلول مبتكرة لتحديات الطاقة، والمياه، والبيئة، والغذاء.
التميز البحثي والاعتراف العالمي
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، أكد البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس الجامعة، أن هذا الترتيب يعكس تفاني الكادر الأكاديمي والطلبة. وما يعزز مصداقية هذا التفوق هو اختيار 16 باحثاً من أعضاء هيئة تدريس الجامعة ضمن قائمة “كلاريفيت” للباحثين الأكثر استشهاداً بأبحاثهم لعام 2025. هذا الرقم يعكس التأثير العميق للأبحاث التي تنتجها الجامعة في الأوساط العلمية العالمية، حيث أصبحت مراجع أساسية للعلماء حول العالم.
مستقبل واعد للبحث العلمي
تواصل كاوست تعزيز شراكاتها الدولية والمحلية لترجمة الأبحاث إلى منتجات وتقنيات ملموسة تخدم البشرية. ومن خلال استقطاب أفضل العقول العالمية وتوفير بيئة حاضنة للابتكار، تضمن الجامعة بقاء المملكة في طليعة الدول المؤثرة في صناعة المستقبل العلمي والتقني.
