يعيش النجم البرتغالي جواو فيليكس فترة من التألق اللافت مع ناديه الحالي برشلونة، حيث يواصل ممارسة هوايته المفضلة في زيارة شباك الخصوم، ليثبت من جديد أنه أحد أبرز المواهب الهجومية في عالم كرة القدم. ومع كل هدف وتمريرة حاسمة، يقترب فيليكس من معادلة أفضل أرقامه الشخصية التي سجلها في موسم واحد، مما يعيد إلى الأذهان الانطلاقة الصاروخية التي جعلته محط أنظار كبار أندية أوروبا.
خلفية تاريخية: موسم 2018/19 الاستثنائي مع بنفيكا
لا يمكن الحديث عن مسيرة جواو فيليكس دون التوقف عند موسم 2018/2019 الذي قضاه مع بنفيكا البرتغالي. في ذلك الموسم، انفجرت موهبة الشاب البرتغالي بشكل مذهل، حيث تمكن من تسجيل 20 هدفًا وتقديم 11 تمريرة حاسمة خلال 43 مباراة فقط في جميع المسابقات. هذه الأرقام الاستثنائية للاعب لم يتجاوز 19 عامًا آنذاك، لم تضعه فقط على خريطة كرة القدم العالمية، بل جعلته يفوز بجائزة “الفتى الذهبي” ودفعت أتلتيكو مدريد الإسباني لدفع مبلغ ضخم بلغ 126 مليون يورو للتعاقد معه، في صفقة جعلته أحد أغلى اللاعبين في التاريخ.
تحديات أتلتيكو مدريد وفترة الإعارة
رغم الآمال الكبيرة المعقودة عليه، لم تكن فترة فيليكس في أتلتيكو مدريد سهلة على الدوام. وجد اللاعب صعوبة في التأقلم مع الأسلوب التكتيكي الصارم للمدرب دييغو سيميوني، والذي يركز على الجانب الدفاعي بشكل كبير، مما حد من حريته الإبداعية في الثلث الأخير من الملعب. ورغم تقديمه لمحات من السحر والمهارة، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى نفس المستوى التهديفي الذي أظهره مع بنفيكا. هذه الفترة الصعبة أدت إلى خروجه على سبيل الإعارة إلى تشيلسي الإنجليزي ثم إلى برشلونة، في خطوة اعتبرها الكثيرون فرصة أخيرة لاستعادة بريقه المفقود.
التألق من جديد في برشلونة وتأثيره المتوقع
يبدو أن جواو فيليكس وجد ضالته في برشلونة تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز. فالأسلوب الهجومي والاستحواذ على الكرة الذي يتبعه النادي الكتالوني يتناسب تمامًا مع إمكانيات النجم البرتغالي. منذ انضمامه، أصبح فيليكس قطعة أساسية في هجوم الفريق، مسجلاً أهدافًا حاسمة ومقدمًا تمريرات مفتاحية لزملائه. ومع تسجيله عددًا جيدًا من الأهداف وصناعة أخرى في عدد محدود من المباريات حتى الآن، يسير فيليكس بخطى ثابتة نحو تحقيق واحد من أفضل مواسمه على الإطلاق. إذا استمر على هذا المنوال، فإنه لن يكتفي فقط بمعادلة أرقام موسم 2018/19، بل قد يتجاوزها، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي هائل على مسيرته الشخصية وطموحات برشلونة في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية. إن استعادة فيليكس لمستواه لا تمثل مكسبًا لبرشلونة فحسب، بل هي شهادة على أن الموهبة الحقيقية قادرة على التألق مجددًا عند توفر البيئة المناسبة.
