في إطار استجابتها السريعة للتقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة مؤخراً، أعلنت أمانة محافظة جدة عن تكثيف جهودها الميدانية ومعالجة 159 موقعاً رُصدت فيها تجمعات للمياه، والتي تُعد بيئة خصبة لتوالد البعوض والحشرات، وذلك ضمن نطاق 11 بلدية فرعية. تأتي هذه الخطوة استكمالاً للخطة الميدانية الشاملة التي وضعتها الأمانة للتعامل مع آثار الحالة المطرية التي هطلت يوم الثلاثاء الماضي، بهدف حماية الصحة العامة وضمان سلامة السكان.
استنفار الكوادر والمعدات الميدانية
ولضمان سرعة الإنجاز وكفاءة العمل، رفعت الأمانة من جاهزية فرق الإصحاح البيئي إلى مستوياتها القصوى. حيث تم تخصيص قوة بشرية قوامها نحو 490 فرداً من العمال والمشرفين المتخصصين، مدعومين بأسطول من الآليات والمعدات يضم 123 مركبة و342 معدة وآلية متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، تم الدفع بـ 14 مركبة مجهزة بأحدث أجهزة الرش المتقدمة للوصول إلى المواقع المتضررة بفعالية عالية.
سياق بيئي وأهمية صحية بالغة
تكتسب هذه الأعمال أهمية خاصة نظراً للطبيعة الجغرافية والساحلية لمدينة جدة، حيث تتطلب فترات ما بعد هطول الأمطار تدخلاً عاجلاً لمنع تحول المياه الراكدة إلى مستنقعات وبائية. وتُعد مكافحة نواقل الأمراض في مهدها إجراءً وقائياً حاسماً للحد من انتشار الأوبئة الموسمية التي قد تنشط عقب المواسم المطرية. وتعمل الأمانة وفق استراتيجية تهدف إلى قطع دورة حياة الحشرات والبعوض قبل اكتمالها، مما يعزز من الأمن الصحي البيئي في المحافظة.
إجراءات وقائية شاملة وخطط طوارئ
لم تقتصر الجهود على شفط المياه فحسب، بل فعّلت الإدارة العامة لصحة البيئة خطة طوارئ متكاملة لدعم الأعمال اليومية. شملت هذه الخطة:
- أعمال المكافحة المنزلية وخارج المنازل.
- معالجة المواقع الحرجة مثل المباني تحت الإنشاء.
- رش الحدائق والمشاتل ومحيط المنازل السكنية.
- استخدام مبيدات ذات أثر باقٍ لضمان حماية طويلة الأمد للمواقع المعالجة.
الشراكة المجتمعية ودور السكان
وفي ختام بيانها، شددت أمانة جدة على أهمية الدور الذي يلعبه السكان في إنجاح هذه الجهود، داعية الجميع إلى الإبلاغ الفوري عن أي مواقع لتجمعات المياه أو بؤر تكاثر الحشرات. ويمكن للمواطنين والمقيمين تقديم البلاغات على مدار 24 ساعة عبر المركز الموحّد للبلاغات 940 أو من خلال تطبيق “بلدي”، مؤكدة التزامها المستمر برفع مستوى الإصحاح البيئي في كافة أحياء المحافظة بما يحقق جودة الحياة.
