سجلت السلطات اليابانية، اليوم الاثنين، وصول موجات تسونامي أولية بلغ ارتفاعها نحو 40 سنتيمتراً، وذلك في أعقاب زلزال عنيف بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر ضرب البلاد، مما أثار حالة من الاستنفار القصوى لدى الأجهزة المعنية.
تحذيرات عاجلة من هيئة الأرصاد الجوية
أطلقت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرات رسمية عاجلة، مشيرة إلى أن الخطر لم ينتهِ بعد. وتوقعت الهيئة أن تضرب موجات تسونامي أكثر ارتفاعاً وخطورة سواحل البلاد المطلة على المحيط الهادئ، حيث قد يصل ارتفاع الأمواج إلى ثلاثة أمتار في بعض المناطق.
ووفقاً لما ذكرته شبكة البث العامة "إن إتش كاي" (NHK)، فإن التوقعات تشير إلى وصول الموجات الأولى بحلول الساعة 23:40 بالتوقيت المحلي (14:40 بتوقيت غرينتش)، مستهدفة بشكل خاص المناطق الساحلية الشمالية الممتدة من محافظة أوموري إلى محافظة إيواته.
اليابان وحزام النار: سياق جيولوجي هام
تأتي هذه التطورات في سياق الموقع الجغرافي الحساس لليابان، حيث تقع الأرخبيل الياباني فوق ما يُعرف بـ "حزام النار" في المحيط الهادئ. هذه المنطقة هي عبارة عن قوس واسع من النشاط الزلزالي والبركاني المكثف الذي يحيط بحوض المحيط الهادئ. وتتميز هذه المنطقة بوجود حدود للصفائح التكتونية التي تتصادم وتتحرك باستمرار، مما يجعل اليابان واحدة من أكثر دول العالم عرضة للزلازل، حيث تسجل البلاد سنوياً نسبة كبيرة من الزلازل التي تحدث حول العالم بقوة 6 درجات أو أكثر.
ذكريات كارثة 2011 والدروس المستفادة
يعيد هذا الزلزال والتحذيرات من التسونامي إلى الأذهان ذكريات كارثة مارس 2011 المؤلمة، عندما ضرب زلزال مدمر بقوة 9.0 درجات شمال شرق اليابان، متسبباً في موجات تسونامي هائلة أودت بحياة الآلاف وأدت إلى كارثة محطة فوكوشيما النووية.
منذ ذلك الحين، طورت اليابان أنظمتها الدفاعية والوقائية بشكل كبير. حيث استثمرت الحكومة اليابانية مليارات الدولارات في بناء حواجز بحرية عملاقة، وتطوير أنظمة إنذار مبكر تعد الأكثر تطوراً في العالم، قادرة على إرسال تنبيهات فورية للهواتف المحمولة وشاشات التلفزيون قبل وصول الهزات القوية بثوانٍ أو دقائق، مما يمنح السكان وقتاً ثميناً للاحتماء.
أهمية الاستجابة السريعة وتأثير الحدث
تعتبر سرعة استجابة السلطات اليابانية اليوم بإصدار التحذيرات وإخلاء المناطق الساحلية دليلاً على الجاهزية العالية. ويراقب المجتمع الدولي، وخاصة الدول المطلة على المحيط الهادئ، هذه التطورات عن كثب، حيث غالباً ما تؤدي الزلازل الكبرى في اليابان إلى تفعيل أنظمة مراقبة التسونامي في دول بعيدة مثل الولايات المتحدة وتشيلي وأستراليا، نظراً لقدرة الموجات الزلزالية المائية على السفر لمسافات شاسعة عبر المحيط.
وتناشد السلطات المحلية السكان في المناطق المتأثرة بضرورة الابتعاد الفوري عن الشواطئ والتوجه إلى المناطق المرتفعة، والالتزام بتعليمات فرق الطوارئ لضمان سلامتهم حتى رفع حالة الإنذار.