أعلنت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عن إطلاق برنامج "ماجستير العلوم المهني في المختبرات الصناعية"، وذلك ضمن حزمة برامج الدراسات العليا المستحدثة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى مواكبة المتغيرات المتسارعة في سوق العمل السعودي وتلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاع الصناعي.
تحول نوعي في المسار الأكاديمي
يأتي هذا الإعلان في سياق التحول النوعي الذي تشهده الجامعة الإسلامية، والتي دأبت تاريخياً على التميز في العلوم الشرعية واللغوية، لتتوسع بخطى ثابتة نحو التخصصات العلمية والتطبيقية الدقيقة. ويعكس هذا البرنامج حرص الجامعة على تنويع مخرجاتها التعليمية لتشمل المجالات المهنية والتقنية، مما يعزز من دورها الريادي كمنارة علمية شاملة تساهم في التنمية الوطنية الشاملة، وتستجيب لمتطلبات العصر الحديث الذي يعتمد بشكل كبير على الجودة الصناعية والمعايير المخبرية الدقيقة.
تفاصيل البرنامج والاعتماد الأكاديمي
صُمم البرنامج ليكون جسراً يربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، حيث يمتد لمدة سنتين دراسيتين. ويتميز بحصوله على اعتماد هيئة تقويم التعليم والتدريب (NCAAA)، مما يمنحه ثقلاً أكاديمياً ومهنياً عالياً. يركز المنهج الدراسي على تزويد الطلاب بمهارات متقدمة في مجالات الجودة، السلامة المهنية، والاختبارات الصناعية، مدعوماً بتدريبات عملية مكثفة تحاكي بيئات العمل الواقعية في المختبرات الحديثة، لضمان جاهزية الخريجين للعمل فور تخرجهم.
دعم الصناعة الوطنية ورؤية 2030
يكتسب هذا البرنامج أهمية خاصة في ظل الحراك الاقتصادي الضخم الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، والتي تولي اهتماماً بالغاً بقطاع الصناعة والثروة المعدنية. فمع توسع المدن الصناعية وزيادة الاستثمارات في التصنيع المحلي، تبرز الحاجة الملحة لكوادر وطنية مؤهلة لإدارة وتشغيل المختبرات الصناعية التي تعد عصب الجودة في أي عملية إنتاجية. يساهم خريجو هذا البرنامج بشكل مباشر في سد الفجوة المهنية في هذا القطاع الحيوي، مما يعزز من تنافسية المنتجات السعودية محلياً وعالمياً.
آفاق مهنية واسعة
يفتح برنامج ماجستير العلوم المهني في المختبرات الصناعية آفاقاً وظيفية رحبة للخريجين، حيث يؤهلهم لشغل مناصب قيادية وفنية متنوعة، تشمل العمل كأخصائيين في المختبرات الصناعية، مشرفي جودة، محللي مواد، ومسؤولي تشغيل مختبرات. كما يركز البرنامج على تنمية المهارات الناعمة مثل التواصل الفعال، العمل الجماعي، والالتزام بالمسؤولية المهنية والبيئية، وهي سمات أساسية للنجاح في البيئات الصناعية المتقدمة. وقد دعت الجامعة الراغبين في الالتحاق بالبرنامج إلى مراجعة الدليل التعريفي والتقديم عبر القنوات الرسمية المتاحة.