واصل فريق إنتر ميلان، وصيف بطل الموسم الماضي، عروضه القوية واستعاد نغمة الانتصارات بأسلوب مبهر، منتزعاً صدارة الدوري الإيطالي لكرة القدم "الكالتشيو" بشكل مؤقت من منافسيه المباشرين، جاره اللدود ميلان ونابولي حامل اللقب. جاء ذلك عقب تغلبه العريض على ضيفه كومو بنتيجة 4-0 في المباراة التي جمعتهما يوم السبت ضمن منافسات المرحلة الرابعة عشرة من المسابقة على أرضية ملعب "جوزيبي مياتزا" التاريخي.
تفاصيل المباراة ومهرجان الأهداف
دخل "النيراتزوري" اللقاء بنية هجومية واضحة لحسم الأمور مبكراً، وهو ما تحقق بالفعل عندما افتتح القائد الدولي الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز التسجيل في الدقيقة الحادية عشرة، مستغلاً تمريرة حاسمة من البرازيلي لويس هنريكه. ومع انطلاق الشوط الثاني، عزز المهاجم الدولي الفرنسي ماركوس تورام تفوق أصحاب الأرض بالهدف الثاني في الدقيقة 59 بعد تمريرة متقنة من المدافع المخضرم فرانشيسكو أتشيربي.
لم تتوقف الماكينة الهجومية للإنتر عند هذا الحد، حيث أضاف مايسترو خط الوسط، الدولي التركي هاكان تشالهان أوجلو، الهدف الثالث، قبل أن يختتم البرازيلي كارلوس أوغوستو مهرجان الأهداف بتوقيعه على الهدف الرابع في الدقيقة 86 مستفيداً من تمريرة زميله فيديريكو ديماركو.
سياق المنافسة والصراع على اللقب
يأتي هذا الفوز ليعيد التوازن لكتيبة الأفاعي، حيث يعد الانتصار الثاني توالياً بعد فترة من التذبذب شهدت خسارتين متتاليتين؛ الأولى في "ديربي الغضب" أمام ميلان بهدف نظيف، والثانية أوروبياً أمام أتلتيكو مدريد الإسباني. بهذا الفوز العاشر هذا الموسم، رفع إنتر رصيده إلى 30 نقطة، متقدماً بفارق نقطتين عن ميلان الذي تنتظره مواجهة صعبة أمام تورينو، ونابولي الذي يخوض قمة نارية أمام يوفنتوس.
ويكتسب هذا الانتصار أهمية قصوى في سياق الصراع على "السكوديتو"، حيث تشهد الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة تنافساً محتدماً بين أقطاب الشمال والجنوب. ويشكل الضغط النفسي الذي يفرضه إنتر باعتلاء الصدارة المؤقتة عاملاً حاسماً قد يربك حسابات المنافسين قبل خوض مبارياتهم في نفس الجولة.
طموح كومو والاستعداد للموقعة الأوروبية
على الجانب الآخر، أوقفت هذه الهزيمة الصحوة المميزة لفريق كومو تحت قيادة مدربه الإسباني سيسك فابريغاس. ويعد كومو أحد المشاريع الكروية الصاعدة في إيطاليا، حيث قدم مستويات لافتة هذا الموسم، وتعد هذه الخسارة هي الثانية فقط له بعد تعثره الأول أمام بولونيا في أغسطس الماضي، ليتجمد رصيده عند 24 نقطة في المركز السادس، وهو مركز لا يزال يعتبر إنجازاً قياساً بالمنافسة الشرسة.
ختاماً، يعد هذا الفوز خير إعداد لإنتر ميلان قبل القمة الأوروبية المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل، حيث يستضيف ليفربول الإنجليزي في الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا. الفوز برباعية يمنح اللاعبين دفعة معنوية هائلة وثقة بالنفس يحتاجونها بشدة لمقارعة أحد عمالقة "البريميرليغ" في البطولة القارية الأغلى.
