أنهى نادي إنتر ميامي الأمريكي الجدل الواسع الذي أثير في الأوساط الرياضية العالمية خلال الأشهر الماضية حول إمكانية انضمام النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى صفوفه، ليجتمع مجدداً مع زميليه السابقين ليونيل ميسي ولويس سواريز. فقد جاء الرد حاسماً من الجهاز الفني للفريق، ليضع حداً للتكهنات ويؤجل حلم الجماهير برؤية الثلاثي الهجومي الأسطوري لبرشلونة مرة أخرى في ملعب واحد.
تصريحات رسمية تغلق الباب مؤقتاً
في تصريحات واضحة لوسائل الإعلام، أكد المدرب الأرجنتيني جيراردو “تاتا” مارتينو، المدير الفني لإنتر ميامي، أن النادي لا يملك حالياً القدرة على استقدام لاعب بحجم نيمار. وأوضح مارتينو أن قائمة الفريق مكتملة، وأن لوائح وقوانين الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) تفرض قيوداً صارمة على تسجيل اللاعبين، خاصة فيما يتعلق باللاعبين ذوي العقود الكبيرة (Designated Players)، مما يجعل إضافة نيمار أمراً غير ممكن في المستقبل القريب. وقال: “ناقشنا الأمر داخلياً، لكن الواقع هو أننا مقيدون بقائمة محددة ولوائح مالية دقيقة لا تسمح لنا بهذه الخطوة حالياً”.
خلفية الحلم: تاريخ ثلاثي الـ MSN
تعود جذور هذه التكهنات إلى الحقبة الذهبية التي جمعت ميسي وسواريز ونيمار، المعروفين بـ “MSN”، في نادي برشلونة الإسباني بين عامي 2014 و2017. شكّل هذا الثلاثي أحد أقوى الخطوط الهجومية في تاريخ كرة القدم، وقادوا النادي الكتالوني لتحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها الفوز بالثلاثية (الدوري الإسباني، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا) في عام 2015. وبعد انتقال ميسي ثم سواريز إلى إنتر ميامي، اشتعلت آمال الجماهير بأن يلحق بهما نيمار، خاصة بعد تقارير صحفية عالمية، أبرزها ما نشرته صحيفة “سبورت” الكاتالونية، التي أشارت إلى وجود رغبة مشتركة لإعادة لم الشمل في فلوريدا.
تأثير الإصابة والعقد الحالي لنيمار
زاد من تعقيد الموقف الوضع الصحي والعقدي للنجم البرازيلي. يرتبط نيمار حالياً بعقد مع نادي الهلال السعودي يمتد حتى صيف 2025، وهو يتعافى من إصابة خطيرة بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي والغضروف المفصلي للركبة، تعرض لها في أكتوبر 2023 أثناء مشاركته مع منتخب بلاده. هذه الإصابة الطويلة الأمد جعلت أي مفاوضات بشأنه محفوفة بالمخاطر، ودفعت إدارة إنتر ميامي إلى التريث وصرف النظر عن أي تحرك جدي. وكان ليونيل ميسي قد علّق سابقاً على الأمر بقوله: “سيكون من الرائع اللعب مع نيمار مجدداً، لكن الأهم الآن هو أن يتعافى بشكل كامل ويعود قوياً”.
الأهمية والتأثير المتوقع للصفقة
على الرغم من النفي الحالي، فإن مجرد طرح فكرة انضمام نيمار إلى الدوري الأمريكي يعكس التحول الكبير الذي أحدثه انتقال ميسي. فلو تمت الصفقة مستقبلاً، فإنها لن تقتصر على تعزيز القوة الهجومية لإنتر ميAMI فحسب، بل ستمثل دفعة تسويقية هائلة للدوري الأمريكي بأكمله، وستجذب المزيد من الأنظار والمتابعين من جميع أنحاء العالم، مما يرسخ مكانة الدوري كوجهة جاذبة لكبار نجوم اللعبة. لكن في الوقت الحالي، يبقى الحلم مؤجلاً، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة بعد انتهاء عقد نيمار وتعافيه التام من الإصابة.
