التحالف الإسلامي يطلق برنامج الاستخبارات التكتيكية بالرياض

أطلق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اليوم، أعمال برنامجه التدريبي المتخصص في مجال "الاستخبارات التكتيكية"، وذلك في مقره الرئيسي بالعاصمة السعودية الرياض. ويأتي هذا البرنامج كجزء من سلسلة المبادرات الاستراتيجية التي يتبناها التحالف لتعزيز المنظومة الأمنية والدفاعية للدول الأعضاء، ورفع كفاءة الكوادر العسكرية والمدنية العاملة في مجالات مكافحة الإرهاب.

تفاصيل البرنامج والمشاركين

يمتد البرنامج التدريبي على مدار خمسة أيام، خلال الفترة من 7 إلى 11 ديسمبر 2025م، ويشهد مشاركة واسعة تضم 22 متدرباً من النخب العسكرية التي تمثل 11 دولة من الدول الأعضاء في التحالف. وتضم قائمة الدول المشاركة كلاً من: المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة المغربية، جمهورية باكستان الإسلامية، ماليزيا، بنغلاديش، نيجيريا، السنغال، بوركينا فاسو، غامبيا، سيراليون، وغينيا. يعكس هذا التنوع الجغرافي حرص التحالف على توحيد المفاهيم العسكرية بين الدول الإسلامية في قارتي آسيا وأفريقيا.

محاور التدريب والأهداف الاستراتيجية

يركز البرنامج على حزمة من المحاور المتقدمة التي تهدف إلى سد الفجوات المهارية في العمل الاستخباراتي، وتشمل:

• التعريف الشامل بمفهوم دورة الاستخبارات التكتيكية الحديثة.
• آليات دعم اتخاذ القرار للقادة الميدانيين والاستراتيجيين.
• تطوير أساليب تنفيذ مهام المراقبة والاستطلاع بدقة عالية.
• تقنيات تحليل المعلومات وتقدير المواقف الأمنية.
• بناء النماذج العملياتية المتطورة لدعم العمليات العسكرية الاستباقية.

سياق التأسيس والدور المحوري للتحالف

تكتسب هذه الخطوة أهميتها من الدور المحوري الذي يلعبه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب منذ تأسيسه بمبادرة من المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2015. حيث يهدف التحالف، الذي يضم 41 دولة، إلى تنسيق الجهود وتوحيدها لمحاربة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. ويرتكز عمل التحالف على أربعة مجالات رئيسية: المجال الفكري، والمجال الإعلامي، ومجال محاربة تمويل الإرهاب، والمجال العسكري، ويأتي برنامج "الاستخبارات التكتيكية" تفعيلاً للمرتكز العسكري الذي يسعى لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود الميدانية.

أهمية الاستخبارات التكتيكية في الحروب الحديثة

في ظل تطور أساليب الجماعات الإرهابية وتحول التهديدات إلى أنماط غير تقليدية، تبرز أهمية "الاستخبارات التكتيكية" كعنصر حاسم في المعارك الحديثة. لا يقتصر هذا النوع من الاستخبارات على جمع المعلومات فحسب، بل يتعداه إلى القدرة على التنبؤ بالتهديدات قبل وقوعها، وتحليل البيانات الضخمة لاستخلاص مؤشرات دقيقة تساعد في تحييد المخاطر بأقل الخسائر الممكنة. ويُعد تدريب الكوادر على هذه المهارات استثماراً مباشراً في الأمن القومي للدول الأعضاء والأمن الإقليمي بشكل عام.

الدعم السعودي والريادة في مكافحة الإرهاب

من جانبه، أكد الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي، أن هذه البرامج تأتي ضمن رؤية استراتيجية لبناء قدرات مستدامة. وثمّن اللواء المغيدي الدعم السخي واللامحدود الذي تقدمه المملكة العربية السعودية -دولة المقر- لهذه المبادرات، مشيراً إلى أن البرنامج يُنفذ بتمويل كامل ومنح من المملكة. ويؤكد هذا الدعم التزام الرياض الثابت ومسؤوليتها القيادية تجاه تعزيز السلم والأمن الدوليين، وتمكين الدول الإسلامية من امتلاك الأدوات اللازمة لمواجهة آفة الإرهاب بفاعلية واحترافية.