تلقى نادي الاتحاد، أحد أقطاب الكرة السعودية، ضربة قوية قبل مواجهته المرتقبة أمام غريمه التقليدي نادي الشباب، ضمن منافسات دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. حيث تأكد بشكل رسمي غياب نجم خط الوسط الجزائري، حسام عوار، بسبب تجدد إصابته، الأمر الذي يضع الفريق الجداوي في مأزق فني حقيقي ويفاقم من أزمة الغيابات التي تضرب صفوفه في فترة حساسة من الموسم.
السياق العام: كأس الملك ورهان الموسم
تُعد بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ذات أهمية قصوى في كرة القدم السعودية، ليس فقط لقيمتها التاريخية ومكانتها كأغلى الكؤوس المحلية، بل لأنها تمثل مساراً مباشراً نحو تحقيق لقب كبير والمشاركة في البطولات القارية. بالنسبة لنادي الاتحاد، بطل الدوري في الموسم الماضي، يمثل الفوز بالكأس هذا الموسم هدفاً استراتيجياً للحفاظ على الزخم وتأكيد هيمنته، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة في دوري روشن السعودي. وتأتي هذه المباراة في توقيت حرج، حيث يسعى “العميد” لمصالحة جماهيره بعد الخسارة المفاجئة أمام الدحيل القطري في دوري أبطال آسيا، والتي عقدت من مهمة تأهله.
تفاصيل الإصابة وتأثيرها الفني العميق
أكدت مصادر مطلعة أن حسام عوار يعاني من إصابة عضلية، وهي نفس الإصابة التي أبعدته عن الملاعب في فترات سابقة، مما يثير القلق حول جاهزيته البدنية على المدى الطويل. غياب عوار لا يعني فقدان لاعب واحد، بل فقدان العقل المبدع في وسط الملعب. يُعرف اللاعب الجزائري بقدرته الفائقة على التحكم في إيقاع اللعب، وربط خطي الوسط والهجوم، بالإضافة إلى تمريراته الدقيقة التي تخلق الفرص للمهاجمين. وفي مباراة إقصائية لا تحتمل الأخطاء أمام فريق منظم كالشباب، كان يُعول على حلول عوار الفردية لكسر التكتلات الدفاعية، وسيشكل غيابه فراغاً يصعب تعويضه.
قائمة الغيابات تزيد من تعقيد المهمة
لا تقتصر مشاكل الاتحاد على غياب عوار فقط، بل تمتد لتشمل قائمة من اللاعبين المؤثرين. ينضم النجم الجزائري إلى كل من أحمد الجليدان، والجناح الفرنسي السريع موسى ديابي، الذي يعد ورقة رابحة هامة، بالإضافة إلى الثنائي الشاب معاذ فقيهي وسعد آل موسى. هذه الغيابات المتزامنة تجبر الجهاز الفني على إعادة ترتيب أوراقه بشكل كامل، وتحد من خياراته التكتيكية سواء في التشكيلة الأساسية أو على دكة البدلاء، مما يضع ضغطاً هائلاً على اللاعبين المتاحين لتقديم أداء يفوق المعتاد.
الأهمية التاريخية للمواجهة وتأثيرها المستقبلي
تاريخياً، تحمل مواجهات الاتحاد والشباب طابعاً خاصاً من الندية والإثارة، فهي تجمع بين فريقين من كبار المملكة ولهما قاعدة جماهيرية عريضة. يدخل الاتحاد المباراة وهو يدرك أن الفوز ليس مجرد تأهل إلى ربع النهائي، بل هو بمثابة استعادة للثقة وتوجيه رسالة قوية للمنافسين بقدرة الفريق على تجاوز الصعاب. على الجانب الآخر، يرى نادي الشباب في هذه الظروف فرصة مثالية للإطاحة بأحد أبرز المرشحين للقب وخطف بطاقة العبور. نتيجة هذه القمة لن تحدد فقط المتأهل، بل قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة لكلا الفريقين من حيث الروح المعنوية واستقرار الجهاز الفني.
