في فاجعة هزت مدينة هونغ كونغ والعالم، أعلنت السلطات المحلية يوم الأحد عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحريق الهائل الذي اندلع في مجمع “وانغ فوك كورت” السكني إلى 146 قتيلاً، مع استمرار عمليات البحث والتحذير من إمكانية العثور على المزيد من الضحايا. وتُعد هذه الكارثة واحدة من أسوأ حرائق المباني السكنية على مستوى العالم منذ عقود، مما يسلط الضوء مجدداً على تحديات السلامة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
تفاصيل الكارثة والتحقيقات الأولية
أفادت الشرطة في مؤتمر صحافي أن فرق “وحدة تحديد هويات ضحايا الكوارث” تمكنت من العثور على جثث إضافية بعد توسيع نطاق البحث ليشمل ثلاثة أبراج أخرى ضمن المجمع المنكوب. وقالت المسؤولة بالوحدة، تسانغ شوك-ين: “حتى الساعة الرابعة عصراً، بلغت الحصيلة النهائية 146 شخصاً، ولا يمكننا استبعاد وجود المزيد من القتلى”. وعلى الفور، شكلت السلطات فريق تحقيق متخصص لتحديد أسباب الحريق، بينما أوقفت هيئة مكافحة الفساد 11 شخصاً على ذمة التحقيق، من بينهم ثلاثة وجهت لهم الشرطة تهمة القتل غير العمد، مما يشير إلى احتمالية وجود إهمال جسيم أو مخالفات بناء أدت إلى تفاقم المأساة.
السياق العام: تحديات السلامة في غابات الإسمنت
تأتي هذه الحادثة لتذكر بتاريخ هونغ كونغ مع حرائق المباني الشاهقة. فالمدينة، المعروفة بناطحات السحاب والكثافة السكانية الشديدة، تواجه تحديات مستمرة تتعلق بمعايير السلامة في المباني القديمة والمساكن المقسمة بشكل غير قانوني. غالباً ما تفتقر هذه الوحدات السكنية الصغيرة، التي يلجأ إليها السكان ذوو الدخل المحدود، إلى مخارج طوارئ كافية وأنظمة إطفاء حديثة، مما يحولها إلى مصائد مميتة عند اندلاع الحرائق. وتُعيد هذه الكارثة إلى الأذهان حوادث سابقة، لتؤكد على الحاجة الماسة لتشديد الرقابة وتحديث قوانين البناء لضمان حماية أرواح السكان.
التأثير المحلي والدولي
على الصعيد المحلي، أحدث الحريق صدمة عميقة في المجتمع، ودفع الحكومة لاتخاذ إجراءات فورية، حيث أمرت دائرة الأبنية بتعليق العمل مؤقتاً في 30 مشروع بناء خاص في جميع أنحاء المدينة لمراجعة معايير السلامة. من المتوقع أن تؤدي هذه المأساة إلى حملة تفتيش واسعة النطاق على المباني القديمة وإعادة تقييم شاملة لسياسات الإسكان والسلامة من الحرائق. أما على الصعيد الدولي، فقد أكدت القنصليات الأجنبية وجود ضحايا من جنسيات أخرى، حيث أعلنت القنصلية الإندونيسية عن مقتل سبعة من مواطنيها على الأقل، بينما أكدت قنصلية مانيلا وفاة مواطن فيليبيني، مما يضيف بعداً دولياً للفاجعة ويعكس الطبيعة العالمية لسكان هونغ كونغ.
