شهدت التدريبات الختامية للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت في غياب المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد، وذلك قبل ساعات قليلة من المواجهة المرتقبة أمام منتخب جزر القمر، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات في بطولة كأس العرب 2025 التي تستضيفها دولة قطر حالياً.
سبب غياب رينارد ومن تولى المهمة
وفقاً للمصادر الرسمية، فإن غياب المدرب الفرنسي عن الحصة التدريبية الأخيرة لم يكن لسبب صحي أو طارئ مفاجئ، بل جاء نتيجة التزام رسمي يستدعي تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث سافر رينارد لحضور مراسم قرعة كأس العالم 2026، وهو الحدث العالمي الأبرز الذي تولي له المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً في إطار خططها الرياضية المستقبلية.
وفي ظل هذا الغياب المؤقت، تولى مساعد المدرب، فرانسوا رودريغيز، مهمة الإشراف الفني على التدريبات الجماعية للأخضر، حيث قاد اللاعبين في المناورة الأخيرة لوضع اللمسات التكتيكية اللازمة لفك شفرة دفاعات منتخب جزر القمر، وضمان جاهزية الفريق بدنياً وذهنياً لهذا اللقاء الهام.
حسابات التأهل ومواجهة المغرب المرتقبة
يدخل المنتخب السعودي هذه المباراة وعينه على النقاط الثلاث ولا شيء غيرها، حيث يسعى "الأخضر" لحسم بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي بشكل رسمي ومبكر. ويأتي هذا الإصرار لتجنب الدخول في حسابات معقدة قبل المواجهة النارية المنتظرة في الجولة الثالثة والأخيرة أمام المنتخب المغربي القوي، والتي من المتوقع أن تحدد متصدر المجموعة.
وكان المنتخب السعودي قد استهل مشواره في البطولة بانتصار ثمين ومستحق على شقيقه العماني بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، في اللقاء الذي احتضنه ملعب المدينة التعليمية المونديالي، مما منح اللاعبين دفعة معنوية هائلة للمضي قدماً في البطولة.
أهمية كأس العرب والسياق التاريخي
تكتسب بطولة كأس العرب 2025 أهمية خاصة، كونها تقام في قطر وعلى ملاعب مونديالية، مما يجعلها بروفة قوية للاعبين للاحتكاك بمدارس كروية مختلفة (آسيوية وأفريقية). ويسعى المنتخب السعودي، بتاريخه العريق في البطولات العربية والآسيوية، لاستعادة أمجاده والمنافسة بقوة على اللقب، خاصة في ظل التطور الكبير الذي يشهده الدوري السعودي للمحترفين وانعكاسه على أداء العناصر المحلية.
إن تواجد رينارد في قرعة كأس العالم 2026 يعكس أيضاً النظرة الاستراتيجية للاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي يوازن بين المنافسة الإقليمية الحالية في كأس العرب، وبين التحضير طويل الأمد للمحفل العالمي القادم، لضمان استمرار تواجد الصقور الخضر في كبرى المحافل الدولية.
