شهدت المواجهة القوية والمثيرة التي جمعت بين المنتخب السعودي ونظيره المنتخب المغربي، حالة من التوتر الشديد على الخطوط الجانبية، تمثلت في انفعال المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للأخضر السعودي، بشكل ملحوظ على حكم اللقاء. جاء ذلك خلال مجريات المباراة التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الثالثة والحاسمة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب، التي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة في الوطن العربي.
وجاء السبب الرئيسي وراء غضب رينارد العارم وتوجيهه كلمات حادة لطاقم التحكيم، هو اعتراضه الصريح على القرارات التحكيمية التي اعتبرها مجحفة بحق فريقه خلال مباراة المغرب في نسخة كأس العرب 2025. وقد رصدت عدسات الكاميرات المدرب الفرنسي وهو يلوح بيديه غاضباً، معترضاً على احتساب بعض الأخطاء أو تجاهل أخرى، مما يعكس الضغط النفسي الكبير والرغبة الجامحة في تحقيق نتيجة إيجابية في هذا الديربي العربي الكبير.
وفي سياق مجريات اللقاء، تشير النتيجة حتى اللحظة إلى تأخر المنتخب السعودي بهدف دون رد. وجاء هدف أسود الأطلس عن طريق المهاجم المتألق كريم البركاوي، الذي استغل عرضية متقنة ومميزة من زميله وليد الكرتي، ليقابلها بتصويبة قوية سكنت الشباك، معلنة عن تقدم المنتخب المغربي وتصعيب المهمة على الصقور الخضر.
رينارد ومواجهة الماضي
وتكتسب هذه المباراة طابعاً خاصاً وحساسية إضافية للمدرب هيرفي رينارد، كونه يواجه المنتخب المغربي الذي سبق وأن تولى تدريبه وحقق معه نجاحات لا تنسى، أبرزها التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد غياب طويل. هذه الخلفية التاريخية تجعل من انفعالات رينارد محط أنظار المتابعين، حيث يعيش صراعاً بين احترافيته الحالية مع السعودية وذكرياته السابقة مع المغرب، إلا أن حماسه المعهود يؤكد ولاءه التام للشعار الذي يمثله حالياً.
أهمية كأس العرب وتأثيرها
تعتبر بطولة كأس العرب واحدة من أهم المحطات الإعدادية للمنتخبات العربية، حيث توفر فرصة للاحتكاك القوي بين المدارس الكروية المختلفة في آسيا وأفريقيا. وبالنسبة للمنتخب السعودي، تعد هذه البطولة فرصة ذهبية لتجربة العناصر الشابة والوقوف على جاهزية اللاعبين للاستحقاقات الدولية القادمة، سواء في تصفيات كأس العالم أو كأس آسيا. لذا، فإن أي تعثر أو قرار تحكيمي مؤثر يثير حفيظة الجهاز الفني الذي يسعى للخروج بأكبر قدر من المكاسب الفنية والمعنوية.
ويسعى الأخضر السعودي جاهداً في الدقائق المتبقية لتدارك الموقف وتسجيل هدف التعادل، وذلك بهدف المنافسة على صدارة ترتيب المجموعة، وتجنب الحسابات المعقدة في الأدوار الإقصائية، في حين يطمح المنتخب المغربي لتأكيد تفوقه وحسم الصدارة لصالحه.