أطلق مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي، اليوم، سلسلة من التحذيرات العاجلة لسكان مدينة سيدني والمناطق الغربية من ولاية نيو ساوث ويلز، وذلك تزامناً مع بدء موجة حر شديدة تضرب المنطقة. وتشير التوقعات الجوية إلى احتمال تسجيل ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة قد تلامس حاجز الـ 40 درجة مئوية خلال الأيام القليلة المقبلة، مما يستدعي اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
أسباب الموجة الحارة وتفاصيل الطقس
أوضحت هيئة الأرصاد الجوية في بيانها التفصيلي أن هذه الأجواء اللاهبة ناتجة عن تحرك كتلة هوائية ساخنة وجافة قادمة من المناطق الشمالية الغربية للبلاد باتجاه الساحل. هذه الكتلة الهوائية، التي تحمل معها حرارة الصحراء الأسترالية، ستؤدي إلى سيطرة أجواء شديدة الجفاف وارتفاع ملموس في درجات الحرارة، خاصة في الضواحي الداخلية لسيدني والمناطق البعيدة عن نسيم البحر، حيث يُتوقع أن تكون وطأة الحر أشد قسوة مقارنة بالمناطق الساحلية الشرقية.
مخاطر اندلاع الحرائق وتأثيراتها
لا يقتصر القلق الحالي على الارتفاع في درجات الحرارة فحسب، بل يمتد ليشمل مخاوف جدية من تزايد مخاطر اندلاع حرائق الغابات. وتُعد ولاية نيو ساوث ويلز من المناطق التي تمتلك تاريخاً طويلاً مع الحرائق الموسمية، حيث يؤدي اجتماع الحرارة المرتفعة مع الرياح الجافة وانخفاض الرطوبة إلى خلق بيئة مثالية لاشتعال النيران وانتشارها بسرعة. وقد دعت السلطات السكان في المناطق القريبة من الأحراش والغابات إلى البقاء في حالة تأهب ومتابعة تحديثات الدفاع المدني بشكل مستمر.
المخاطر الصحية والتدابير الوقائية
على الصعيد الصحي، حذرت الجهات الطبية من أن الارتفاع الحاد في درجات الحرارة قد يؤدي إلى زيادة حالات الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفاً مثل كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة. ويُنصح السكان خلال هذه الفترة بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة، وشرب كميات كافية من المياه، والبقاء في أماكن مكيفة قدر الإمكان.
السياق المناخي وتكرار الظواهر المتطرفة
تأتي هذه الموجة الحارة في سياق مناخي عالمي يشهد تغيرات متسارعة، حيث أصبحت الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تكراراً وحدة. وتعتبر أستراليا، بحكم موقعها الجغرافي وطبيعتها القارية، في طليعة الدول المتأثرة بهذه التغيرات. ففي السنوات الأخيرة، شهدت القارة تباينات حادة بين مواسم الجفاف الشديد والفيضانات، مما يضع ضغوطاً متزايدة على البنية التحتية وشبكات الطاقة التي تواجه تحديات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء لأغراض التبريد خلال موجات الحر.
وتتوقع هيئة الأرصاد أن تسجل مناطق غرب سيدني أعلى المعدلات الحرارية خلال هذه الموجة، مؤكدة استمرارها في مراقبة الوضع الجوي وإصدار التحديثات اللازمة لضمان سلامة المواطنين والمقيمين.