عادت حالة القلق لتخيم على محبي ومتابعي الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد، المعروفة بلقب “سيدة الشاشة الخليجية”، بعد أن كشف مدير أعمالها عن تعرضها لوعكة صحية حادة استدعت دخولها العناية المركزة في لندن مجددًا. يأتي هذا التطور المقلق بعد أشهر من رحلتها العلاجية التي بدأت إثر تعرضها لجلطتين دماغيتين متتاليتين، مما أثار موجة واسعة من الدعاء والتضامن عبر منصات التواصل الاجتماعي.
تطورات الحالة الصحية وتصريح مدير أعمالها
أوضح يوسف الغيث، مدير أعمال الفنانة حياة الفهد، في تصريح صوتي لبرنامج “ET بالعربي”، أن “أم سوزان” تعرضت لانتكاسة صحية شديدة، قائلًا: “أحب أن أنوه بحالة أم سوزان، أمس دخلت في وعكة صحية حادة جدًا، ما استدعى دخولها العناية الطبية مرة أخرى”. هذا التصريح بدد حالة الغموض التي سادت بعد نشر دعاء عبر حسابها الرسمي على إنستغرام جاء فيه: “اللهم اشفِها شفاء لا يغادر سقمًا”، والذي أثار مخاوف جمهورها الواسع في الخليج والوطن العربي.
خلفية الأزمة الصحية: جلطتان في أشهر قليلة
تعود بداية الأزمة الصحية للفنانة القديرة إلى شهر أغسطس الماضي، حين تعرضت لجلطة دماغية أولى كمضاعفات لعملية قسطرة خضعت لها، مما أثر على وظائف النصف الأيمن من جسدها. ولم تكد تمر أسابيع قليلة حتى تعرضت لجلطة دماغية ثانية كانت أشد خطورة، أدخلتها في غيبوبة ومرحلة حرجة بقيت خلالها في العناية المركزة لفترة طويلة قبل أن تستعيد وعيها تدريجيًا. وبناءً على توصية الفريق الطبي، تم نقلها إلى العاصمة البريطانية لندن لاستكمال رحلة العلاج المعقدة وإجراء فحوصات أكثر دقة.
حياة الفهد: مسيرة فنية أيقونية
تُعد حياة الفهد (مواليد 1948) قامة فنية استثنائية وأحد أهم أعمدة الدراما والمسرح في الخليج. بدأت مسيرتها الفنية في ستينيات القرن الماضي، وقدمت عبر أكثر من ستة عقود مئات الأعمال التي حُفرت في ذاكرة أجيال من المشاهدين. اشتهرت بأدوارها المتنوعة التي جسدت فيها شخصيات مركبة، من المرأة القوية والمتسلطة في “خالتي قماشة”، إلى الأم الحنونة والمضحية في أعمال أخرى، مرورًا بأدوارها الكوميدية والتراجيدية التي أثبتت فيها قدرتها الفائقة على التقمص. أعمال مثل “رقية وسبيكة”، “على الدنيا السلام”، و”الخراز” ليست مجرد مسلسلات، بل هي علامات فارقة في تاريخ الدراما الخليجية.
أهمية الحدث وتأثيره في المشهد الفني
إن الأزمة الصحية التي تمر بها حياة الفهد لا تمثل حدثًا شخصيًا فقط، بل لها تأثير عميق على المستويين المحلي والإقليمي. فهي ليست مجرد ممثلة، بل أيقونة ثقافية ورمز فني للكويت والخليج. غيابها عن الشاشة، حتى لو كان مؤقتًا، يترك فراغًا كبيرًا، خاصة في الموسم الرمضاني الذي اعتاد الجمهور على إطلالتها المميزة. وقد تجلى هذا التأثير في التفاعل الواسع من قبل زملائها الفنانين والإعلاميين والجمهور، الذين عبروا عن حبهم وتقديرهم لمسيرتها ودعواتهم الصادقة لها بالشفاء العاجل، مما يؤكد مكانتها الراسخة في قلوب الملايين.
يُذكر أن آخر أعمالها كان مسلسل “عزمي وأمي” الذي عُرض في موسم رمضان الماضي، حيث قدمت شخصية “شها”، المرأة التي تثير الصراعات داخل أسرتها، في دور أظهر مرة أخرى براعتها في تجسيد الأدوار الصعبة.
